خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال المحلل السياسي حسن الدر إن مفهوم "الانتحار الاستراتيجي" يشير إلى التخلي الطوعي من قبل السلطة اللبنانية عن قوة أساسية تحمي سيادة البلاد وأمنها، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم التزام إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها في 27 تشرين الثاني، والتي لم تنفذ حتى الآن.
وأضاف: في هذا السياق، انقلبت السلطة اللبنانية على نفسها من خلال التراجع عن مواقفها الرسمية التي أكدت على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مع فتح باب النقاش حول سلاح المقاومة في ظل الواقع السياسي والأمني المعقد.
واعتبر الأستاذ الدر أن رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون، الذي سبق وأكد في خطاباته وخاصة في بكركي يوم 20 نيسان 2025 على أهمية الحوار الداخلي حول السلاح، تعرض لضغوط دولية وإقليمية كبيرة دفعت به نحو تغيير موقفه، متخلياً عن موقفه السابق ومواءماً نفسه مع توجهات رئيس الحكومة وبعض الأطراف السياسية.
إقرأ أيضاً:
وتابع: رغم أن المقاومة ظلت منفتحة على الحوار، مؤكدة على دورها الاستراتيجي في تعزيز قوة لبنان والدفاع عنه، فإن القرارات الحكومية الأخيرة، التي اعتبرها رئيس الوزراء استمراراً للحرب الإسرائيلية وليس موقفاً وطنياً موحداً، أدخلت البلاد في أزمة داخلية عميقة، أسهمت في تحويل الصراع من مواجهة خارجية إلى نزاع سياسي داخلي مدمر.
وأكد المحلل السياسي الدر أن هذا التدهور يأتي في وقت يتباهى فيه رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، بالقرارات الحكومية اللبنانية التي وصفها بالتاريخية، معتبراً أن الحرب الإسرائيلية كانت الدافع وراء اتخاذ هذه المواقف، ما يعكس هشاشة الوضع اللبناني وتراجع قوته الاستراتيجية أمام التحديات.
التحليل يؤكد أن هذا الانقسام السياسي والمواقف المتذبذبة قد يعيد لبنان عقوداً إلى الوراء، ويهدد بإشعال نزاعات داخلية تنسف ما تبقى من استقرار، ما يستدعي تحركاً وطنياً حاسماً للحفاظ على السيادة ووحدة الموقف في مواجهة التهديدات الخارجية.