خاص الكوثر - بالعمق
في حوار فكري تحليلي، أثيرت مسألة تباين التفاسير القرآنية وتعدد مناهج الفهم، إذ يجد القارئ المعاصر نفسه أمام تفسيرات مختلفة للآية نفسها، ما يطرح سؤالاً حول آليات التفسير وشرعيتها. وأشار ضيف البرنامج إلى أن القرآن الكريم نزل ليُفهم من قبل الجميع، لا ليقتصر على العلماء والمجتهدين، مستندين إلى آيات مثل: "أفلا يتدبرون القرآن...".
رغم هذا الانفتاح، أُقر بأن بعض الآيات، ولا سيما الفقهية أو العلمية منها، قد تتطلب فهماً تخصصياً، سواء عرفانياً أو علمياً، للوصول إلى معانيها العميقة. مثال على ذلك ما ورد في الآية: "يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء"، التي فُسرت قديماً دون ربطها بالظواهر العلمية، بينما يفهمها طالب فيزياء اليوم ضمن سياق ضغط الهواء وانخفاض الأوكسجين.
إقرأ أيضاً:
وذكر أن تفسير الرازي لآية "وأرسلنا الرياح لواقح"، الذي استند إلى المعنى اللغوي لكلمة "لواقح" بأنها حوامل، وربطها آنذاك بالسحب والأشجار. بينما اليوم، يفهم الطالب العادي هذه الآية في ضوء العلم الحديث بأن الرياح تحمل بذور التلقيح أو تشحن السحب لتوليد المطر، ما يبرز أثر التقدم العلمي في تجديد فهم النصوص.
أبرزت النقاشات أن تفسير القرآن لا يتوقف عند حد زمني، بل يتجدد بتقدم العلوم وتوسع التجربة الإنسانية. ووفقاً لروايات عن تلامذة أئمة أهل البيت عليهم السلام، فإن "القرآن يفسره الزمان"، مما يعني أن معانيه تتفتح مع مرور الزمن، وتظهر إشاراته العلمية والإنسانية في ضوء المكتشفات المتجددة.