خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ ميرزائي : إن مهمة العدو الكبرى، وأولويته القصوى، هي تمزيق صفوف الأمة الإسلامية، ولا نجد هدفًا يعلو على التفتيت في بنك أهدافه السياسية والإعلامية والعسكرية. ولكن هل الأمة – بعلمائها وجماهيرها – تشعر بهذا الخطر كما يشعر به البعض من العلماء والمفكرين الذين يقرعون جرس الإنذار؟ مع الأسف، أقول: لا.
اقرأ ايضاً
وتابع الشيخ ميرزائي : علينا أن ندرك أن مواجهة مشروع العدو لا تبدأ فقط بالشعارات، بل بالصدق في الموقف. وهنا اسمحوا لي أن أكون واضحًا: نحن نُكثر من المجاملة في قضية الوحدة. حتى في مؤتمرات الوحدة الإسلامية، ومنها ما يُعقد في طهران، لاحظت وجود مجاملات خطيرة، حيث يجتمع من يشكّ في إيمان الفرق الإسلامية، ثم يتحدث عن الوحدة! كيف يمكن الحديث عن وحدة إسلامية مع طرف تُنكر أصل إيمانه أو تُضعف مرتبته الإيمانية؟ نعم، نؤمن بمراتب الإيمان، ولا أحد يُنكر تفاوت المقامات، ولكن أن يصل الأمر إلى نفي الإيمان، فهذا ما يضرب مشروع الوحدة من جذوره.
واكمل : إن هذه المجاملة تُنتج ازدواجية في الخطاب: في الداخل خطاب إقصائي، وفي الخارج حديث عن الوحدة لأسباب سياسية. وهذا خطر كبير. فلا قيمة لوحدة تُبنى على مصلحة سياسية مؤقتة، بل الوحدة يجب أن تكون نابعة من فهم إيماني عميق وموقف ديني أخلاقي صادق.
وقال الشيخ ميرزائي: إن الله تعالى هو الذي أمر بالوحدة، والرسالة التي جاء بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هي رسالة جامعة، لا يختلف عليها مؤمنان صادقان. علينا أن نعود إلى هذه الجذور، وأن نُعيد قراءة مشروع الوحدة بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمجاملات السطحية، إذا أردنا فعلاً أن نواجه المشروع الشيطاني الذي يستهدفنا جميعًا دون استثناء.