خاص الكوثر_الوجه الاخر
أوضح الشيخ أسد محمد قصير أن ما جعل شعارات كربلاء خالدة حتى اليوم، بعد أكثر من ألف عام، هو أنها لم تكن شعارات منفصلة عن جوهر الإنسان، بل نابعة من أعماق الفطرة البشرية، ومترجمة بدقة لآيات القرآن الكريم. فكل شعار رفعه الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، من "هيهات من الذلة" إلى "كونوا أحرارًا في دنياكم"، كان يعبر عن روح قرآنية أصيلة تمثّل العدالة، والكرامة، والحرية.
وأكد أن شعارات كربلاء ليست فقط نتاجًا لحالة ظرفية بل تواكب الزمان والمكان، وتتفاعل مع كل جيل جديد، لأن "الفطرة الإنسانية ترفض الظلم وتبحث عن العدل"، وحتى الكائنات غير العاقلة – كما أشار – تدافع عن وجودها حينما تتعرض للعدوان، فكيف بالإنسان المفطور على الكرامة.
وتحدث عن مفاهيم قرآنية واضحة تجلّت في كربلاء، مثل "كرمنا بني آدم" و"ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم"، مؤكداً أن الإمام الحسين (عليه السلام) جسّد هذه القيم عملياً، من خلال ثقافة الرحمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي نفس المضامين التي تتردد في المجالس العاشورائية إلى يومنا هذا، وتحفّز النفوس للثبات والصمود.
واختتم الشيخ قصير بأن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن مجرد رمز للتضحية، بل كان تجسيدًا حيًّا للقرآن الكريم، وأن كربلاء ستبقى منبعًا للحرية والعزة والكرامة، ما دامت الشعارات الحسينية حاضرة في ضمير الأمة.