خاص الكوثر_فلسطين الصمود
الشهيد "محمد سعید ایزدی" المعروف بلقبين عزيزين: "حاج رمضان" و"حاج فلسطين"، لكن الأقرب إلى قلبه كان نداء القدس. رجل لم يكن مجرّد مجاهد، بل عاشقٌ لمدينة قم كما يعشق العارف سرّه. جعل من هذه المدينة مقامًا للجهاد، فيها أقام، وفيها خرّج جيلاً مؤمنًا بطريق المقاومة، وبقي على عهدها حتى ختام النبض.
كل زاوية من زوايا قم تشهد على حضوره المتجذر فيها؛ فقد كان دائم التردد إلى مقام السيدة المعصومة عليها السلام، بوجل العاشقين وخشوع الراحلين. دعاؤه كان وداعًا ضمنيًّا، كما لو كان يستشعر أن روحه على موعدٍ مع اليقين.
في قم أتم الأمانة، وفي القدس ختم المسير. صاروخ غادر من العدو الصهيوني كان وسيلة الرحيل، لكنه لم يُغِب الرجل عن الذاكرة، بل ثبّته في سجلّ الشهداء المنتصرين. احتواه تراب قم كما احتواها قلبه، وأرخى ظلاله على سطور القضية، وجعل من استشهاده ختامًا لمسيرة من الجهاد والفداء.
استشهاد "حاج فلسطين" ليس مجرّد خسارة شخصية، بل هو علامة فارقة في مسار الدفاع عن القدس وفلسطين. بقي صامتًا في الكثير من محطاته، لكنه كان يتكلم بالفعل، وكان فعله مقاومةً خالصة، وخياره الانخراط في الخط الأمامي للجهاد حتى النهاية.
خلّده الوجدان المقاوم، وثبّت روحه على درب القدس، ليبقى صوته يردده كل من سار على درب العشق والتحرير: من قم إلى فلسطين، لا يموت من جعل من الشهادة حياةً.