خاص الكوثر - شبابنا
قال الشيخي المياحي : مفهوم العمل أوسع من مجرد الكسب والرزق، بل يمكن تقسيمه إلى قسمين: عملٌ للدنيا وعملٌ للآخرة، فالقرآن الكريم حين يتحدث عن العمل، يشير إلى كلا الجانبين. يقول تعالى: "اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، وهذا يشمل العمل للآخرة، ويقول في شأن الدنيا: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، إذن، لا يوجد تمييز بين عمل وآخر إلا من خلال الضوابط الشرعية.
وتابع فضيلة الشيخ المياحي : فالعمل الشريف بنظر الشريعة، لا بنظر أعراف الناس، له ركنان أساسان: أولًا: الهدف من العمل، إذا كان هدف الإنسان من عمله هو الكدّ على العيال، أو رفع الفقر عن نفسه، أو خدمة مجتمعه، أو إعالة الأيتام والمحتاجين، فهذا عملٌ شريف بنظر الشريعة. يقول: "أنا أعمل، والمال الذي أكسبه أنفقه في سبيل الخير"، فهذا ركن أساسي يُعطي للعمل قيمة شرعية.
اقرأ ايضاً
واكمل ضيف البرنامج : ثانيًا: طبيعة العمل نفسه، وهل هو منضبط بضوابط الشريعة، فقد يمارس الإنسان عملًا يُدرّ عليه مالًا، لكنّه يُلحق الضرر بالمجتمع. مثل من يقوم بالسرقة أو السطو أو يتاجر بالمخدرات. هذا الشخص قد يقول: "أنا أنفق على عيالي، أو أتبرع من مالي للفقراء"، لكن الشريعة لا تقبل بذلك، لأن هذا العمل فيه إفساد للمجتمع وتدمير للشباب.
وختم الشيخ المياحي حديثه بالقول: العمل الذي يضرّ بالناس، وإن كسب منه الإنسان مالًا، يُعدّ عملًا وضيعا، وليس شريفًا، حتى لو زُيِّن بأهداف ظاهرها خير.