خاص الكوثر - ثالث الحجج
قال الشيخ الحلفي: هذا الحديث الذي رواه حذيفة، حين أخذ النبي بيد الحسين عليه السلام وقال:"يا أيها الناس، هذا الحسين فاعرفوه"
ليس مجرد تعريف نسبي، بل هو تأسيس لمقام عرفاني ومعرفي. وهذا الفعل الجسدي – الأخذ باليد – هو لغة نبوية بليغة، سبق أن استخدمها النبي في الغدير حين أخذ بيد علي عليه السلام.
وأضاف: لُغة الجسد التي استخدمها رسول الله مع أهل بيته ليست أفعالًا عرضية، بل ترميز نبوي للولاء والمعرفة. كما في الكساء والمباهلة، جسّد النبي رؤيته لمنزلتهم عند الله بفعل جسدي وروحي واحد.
اقرأ ايضاً
وتابع الشيخ: حين يقول النبي إن الحسين في الجنة، ومحبيه في الجنة، ومحبي محبيه كذلك في الجنة، فإنما يفتح بذلك مراتب القرب من الله عبر الحسين. فمحبة الحسين ليست شعورًا عاطفيًا فقط، بل طريق إلى الجنة، ومقام العاشقين والعاملين في خدمته هو مقام خاص لا يُدرك إلا بالبصيرة.
وختم الشيخ الحلفي: الحديث عن الحسين هو حديث عن الله، لأنه عليه السلام حبيب رسول الله، ومن أحب خدامه، صار حبيبًا لله. وهذه هي رسالة الحج الحقيقية، أن نعود بحب الحسين في قلوبنا، لأن الحسين هو طريقنا إلى الله.