خاص الكوثر - أحكام الإسلام
قال الشيخ أسد محمد قصير إن الإمام الباقر عليه السلام، كما ينقل عن الإمام زين العابدين عليه السلام، يقول: قال أبي، أي الإمام زين العابدين عليه السلام، في آخر لحظة، أو في آخر مشهد، من مشاهد كربلاء، هذا المشهد كان داخليًا، لم يكن أمام الناس، ولكنه يبيّن فلسفة عميقة، ويكشف عن عمق رسالة الدين، وفلسفة إقامة الحكومة في الإسلام، لا نقول "ولاية الفقيه" فقط، بل ولاية الفقه.
الإمام عليه السلام، في آخر مشهد من حياته، ضمّ إليه الإمام زين العابدين عليه السلام، الذي كان مريضًا، فقال له: "يا بني، إياك أن تَظلم من لا يجد عليك ناصرًا إلا الله." هذه الوصية ليست فقط للإمام زين العابدين، بل لنا جميعًا، وهي رسالة خالدة من أهل البيت عليهم السلام. هؤلاء الذين طهرهم الله تطهيرًا، وأذهب عنهم الرجس، وقال عنهم: "لا ينال عهدي الظالمين" – أي أنهم معصومون.
إقرأ أيضاً:
الإمام الحسين، وهو في وداعه الأخير، كان يحمل همًّا كبيرًا. أعتقد أن هذا الهم يمثل فلسفة الدين في الحياة الدنيا: العدالة. "ليقوم الناس بالقسط" – نقيض الظلم. الله عز وجل يقول: "لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات، وأنزلنا معهم الكتاب والحكمة، ليقوم الناس بالقسط." أنزل الله الكتاب والحكمة، وأرسل الأنبياء من أجل إقامة العدل.
هذه هي فلسفة إقامة الحكومة الإسلامية، الحكومة الدينية، الحكومة الإيمانية، حكومة العدل. القرآن واضح: "ليقوم الناس بالقسط". أمة لا بد أن تقوم بالقسط والعدل.
إياك أن تظلم من لا يجد عليك ناصرًا إلا الله.
يعني، إذا ظلمت إنسانًا ضعيفًا، فاعلم أن هذا من أبشع أنواع الظلم. الظلم ظلمات. كما يحصل الآن في غزة: ناس ضعفاء، يُقصفون كل يوم، بينما تُعرض عليهم المساعدات بتنسيق مع العدو الصهيوني. إن شاء الله، الله عز وجل سينزل بهم بأسه. هذا تحذير: إياك أن تظلم من لا ناصر له إلا الله. مثلاً: إنسان يظلم زوجته، وهي ضعيفة. المرأة ضعيفة في بيتها، وهذا ظلم أسود، أقبح من كل أنواع الظلم.