خاص الكوثر - عراق الغد
قال الاستاذ الشرع : القواسم المشتركة بين العراق وإيران كثيرة ومتنوعة، تأتي القواسم العقائدية في مقدمة القواسم المشتركة بين البلدين، حيث يشترك الشعبان في الإيمان المطلق بفكر أهل البيت عليهم السلام، وهو ما جعلهما هدفًا لمحاولات متكررة تهدف إلى إضعاف الشيعة في المنطقة، سواء من خلال الصراعات "الشيعية–الشيعية" أو عبر إثارة الفتن الطائفية.
واكمل الشرع كما تجمع الشعبين علاقات اجتماعية وثقافية وثيقة، من بينها التصاهر وتداخل النسيج الاجتماعي، حيث وُلد عدد من العلماء الإيرانيين في العراق والعكس، ما يعكس عمق الروابط المتجذرة بينهما.
اقرأ ايضاً
واضاف الشرع : كذلك تُعد الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر من أبرز عوامل الترابط بين البلدين، إلى جانب التبادل التجاري والاقتصادي المستمر، كما تشترك إيران والعراق في موارد مائية مهمة، منها أنهار تصب في العراق ومنابع تنبع من إيران، ما يستدعي التنسيق الدائم بين الجانبين.
وقال الباحث السياسي : منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حاولت قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، زعزعة العلاقة بين البلدين من خلال إشعال الحرب في الثمانينيات ومحاولات متكررة لإضعاف الشيعة في المنطقة، وقد ازدادت تلك المحاولات مع تصاعد نفوذ الجمهورية الإسلامية، حيث عملت قوى خارجية على الضغط لفك ارتباط العراق بإيران والعكس، إلا أن هذه المحاولات فشلت بسبب طبيعة الجوار الجغرافي، وتشابك المصالح، وعمق القواسم المشتركة التي تربط الشعبين.
وختم الشرع حديثه بالقول: في ظل هذه المعطيات، تؤكد القيادات في كلا البلدين أن العلاقة بين العراق وإيران عصية على التفكيك، مهما حاولت القوى المعادية فالشعبان الإيراني والعراقي يشكلان كيانًا واحدًا في العقيدة والهوية والمصير، ما يجعل أي محاولة للفصل بينهما غير قابلة للتحقق على أرض الواقع.