خاص الكوثر - شبابنا
قال الشيخ السيف إن هناك أمران أساسيان في الحياة الكريمة، إذا نحن التزمنا بهما، أنا أتصور هذا المستهزئ بكرامة غيره سيتوقف، وهذا أمر مهم جدًا.
وأضاف: وهذا المنطلق من أخلاق أهل البيت عليهم السلام، وما أوصلنا إليه. أولًا، ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه الإمام الحسن عليه السلام. وهي وصية رائعة جدًا وطويلة وعميقة، نأخذ منها المقطع المرتبط بموضوع الكرامة، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "يا بني، اجعل نفسك ميزانًا فيما بينك وبين غيرك." أنت اجعل نفسك ميزانًا، ولا تلجأ فقط إلى القانون، بل كن أنت الميزان. وبذلك تحفظ الكرامة.
وأكد الشيخ السيف: فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك. وأكره له ما تكره لنفسك. ولا تَظلم كما لا تحب أن تُظلَم. وأحسن كما تحب أن يُحسَن إليك. واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك. ماذا تستقبح من غيرك؟ أن يخطئ مثلًا، أو أن يخالف في السيارة، أو يظلمك، إذًا لا تفعله أنت. وارضَ من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. إذا نقدتهم، فهل ترضى أن يُنقَد كلامك؟ إذا أمرتهم أو نهيتهم، فهل تقبل أن تُؤمر أو تُنهى؟
إقرأ أيضاً:
وأردف: هل ترضى أن تُعلَّق على تصرفاتك؟ إن كنت لا ترضى، فلا تعلق على الآخرين. أنت لست فوق النقد، ولا على رأسك ريشة. ولا تقل ما لا تعلم، وإن قيل ما تعلم فهو قليل. إذا سألوك، فقل: لا أعلم. لا تتبرع من جيبك وتتكلم بما لا تعرف، فذلك يؤدي إلى فوضى وباطل وغلط، وتُؤاخذ عليه، وتتأذى وتُشيع الفساد.
وتابع العالم الاسلامي: ولا تقل ما لا تحب أن يُقال لك. لا تهن غيرك بكلام لا ترضى أن يُقال لك، فلا تقل له: لماذا أنت طويل؟ أو قصير؟ أو لابس الأبيض أو الأحمر؟ ما شأنك بالناس؟ فهذا ميزان رائع جدًا تحفظ به الكرامة. أنا كتبت هذه الوصايا وعلقتها أمامي، وأحاول يوميًا أن أراقب نفسي في تنفيذها. وجدت فيها سعادة حقيقية، والله يشهد على ذلك، كما أن علاقتي بالآخرين أصبحت طيبة، يسودها المحبة واللطف.
واختتم الشيخ السيف قوله: فإذا وسعت قدرتك على أن تُهين كرامة الآخرين، فتذكّر قدرة المولى عز وجل، فهو قادر أن يأخذك في لحظة، ويجعلك في أدنى مراتب الحضيض. ومن يردّ عندها قَدَر الله؟ أنت تستهزئ اليوم، وقد يأتي يوم تكون فيه أنت المستهزَأ به، ولا قيمة لك.