خاص الكوثر - فلسطين الصمود
في القطاع المحاصر، تقف النساء، وخاصة الأمهات، في مواجهة مشهد يومي من الألم، حيث يشهدن بأعينهن فقدان أبنائهن، ويكابدن من أجل توفير لقمة تسد جوع أطفالهن. وقد أجبرت المجاعة في غزة الأمهات على ابتكار بدائل مؤلمة للبقاء؛ إذ أصبحت المعكرونة بديلاً عن الطحين، حيث يُنقع ويُعجن ليُستخدم في إعداد الخبز، بعدما ارتفع سعر الطحين بشكل جنوني وصل إلى ما يقارب 15 مليون ليرة.
تقول إحدى الأمهات في غزة: "المعكرونة صارت طحين... شوف المعكرونة هذه، بننقعها ونعجنها مع كيلو طحين علشان الأولاد. حتى العدس صرنا نطحنه طحين، قاعدين بنموت بالبطيء."
إقرأ أيضاً:
المشهد في غزة اليوم هو مزيج من الجوع والكرامة، ومن العزة والصمود، ومن المأساة والإرادة. نساء غزة – الأمهات، الزوجات، الأخوات – لا يرفعن فقط راية الصمود، بل يقدن المعركة اليومية من أجل البقاء والحياة.
في الوقت الذي يتفرج فيه العالم على هذا الواقع المرير، تمضي المرأة الفلسطينية شامخةً، رافضةً الانكسار، لتكون شاهدة على واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبها، ومثالًا حيًّا على الإصرار والتمسك بالحياة رغم كل محاولات القتل البطيء.