خاص الكوثر - عراق الغد
قال البدري: في الحقيقة، عندما نتحدث عن قمة بغداد، باعتقادي أنها تأتي في ظرف تحتاج فيها المنطقة بشدة إلى تماسك المجتمع العربي لاتخاذ قرارات مصيرية، خصوصاً في ظل التحديات الراهنة، فالمنطقة تواجه تغولاً صهيونياً يتمثل في مجموعة من الإجراءات العدوانية والمشاريع المشبوهة التي يسعى الاحتلال لتنفيذها، بالإضافة إلى ذلك، لدينا تحديات أخرى اقتصادية واجتماعية كثيرة وكبيرة ينبغي النظر إليها بجدية.
واكمل الكاتب والمحلل السياسي العراقي: أعتقد أنه إذا أردنا أن نرى المشهد بكامل أبعاده، يمكن القول إن قمة بغداد في توقيتها وفي ظروفها تمثل ضرورة ملحة، لكن هناك مستجدات مهمة على الساحة، أبرزها تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيزور الرياض، وتحديداً في السادس عشر من شهر أيار/مايو الجاري، أي بعد يوم واحد فقط من بدء أعمال القمة العربية المقررة عقد من 13 لغاية 17 من شهر ايار الجاري، ومن المتوقع أن يتوجه الزعماء للاجتماع مع ترامب، حيث سيُجرى الحديث والتداول حول ماهية الوجود والمشاريع الأمريكية وما تريده واشنطن للمنطقة، هذا الحدث بالتأكيد قد يخطف الأضواء من قمة بغداد، التي كان على بلدان المنطقة أن تتفاعل معها بشكل أكبر لجعلها حدثاً محورياً.
اقرأ ايضاً
وحول جدول اعمال قمة بغداد قال البدري : أما على مستوى جدول الأعمال، فالقمة ستناقش عدة ملفات مهمة، من ضمنها: الأوضاع في الأراضي المحتلة، وقطاع غزة، وكذلك التحديات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها المنطقة في ظل التغول الصهيوني والمشاريع الأخرى، وايضاً الأوضاع في سوريا، بما فيها النفوذ التركي وما يرتبط به من إعادة رسم خريطة المنطقة وتهديد وحدة الأراضي السورية، والأوضاع في لبنان، ، اضافة الى الوضع في اليمن، الذي شهد خلال الفترة الماضية تصعيداً صهيونياً وأمريكياً ضد اليمنيين، جميع هذه التفاصيل ستُناقش في قمة بغداد، والتي يُتوقع أن تخرج بمكاسب كبيرة تعزز مكانتها ودورها.
وتابع ضيف البرنامج : رغم أنه من المتوقع ان يكون هناك ضعف في مستوى التمثيل لبعض الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي بسبب قمة ترامب، إلا أن ذلك لا يُلغي ولا يقلل من دور بغداد في كونها جامعة للعرب، ولا من موقف العراق المبدئي تجاه القضية الفلسطينية.
وختم سعيد البدري حديثه بالقول : إن استضافة العراق لقمة عربية في ظل هذه الظروف البالغة التعقيد التي تمر بها القضية الفلسطينية، وفي ظل الموقف الأمريكي والرؤية الصهيونية المتجهة نحو إبادة الشعب الفلسطيني والتوسع على حساب الدول العربية، هو تأكيد على تمسك بغداد بدورها التاريخي والمبدئي.