خاص الكوثر - قضية ساخنة
وقال يحيى الحرب: اعتُبر البابا فرنسيس شخصية استثنائية في تاريخ الفاتيكان، ليس فقط لكونه أول بابا من أمريكا اللاتينية، بل لأنه غيّر الصورة النمطية للكرسي الرسولي عبر مواقفه وسلوكياته التي اتسمت بالبساطة والانحياز للفقراء والمضطهدين.
وأضاف: منذ توليه البابوية، أرسل البابا فرنسيس إشارة واضحة عن توجهه من خلال اختياره لاسم "فرانسيس"، المستوحى من القديس فرنسيس الأسيزي، المعروف بمحبته للفقراء وتواضعه وابتعاده عن مظاهر السلطة. هذا الاسم لم يكن مجرد رمز بل كان عنواناً لاستراتيجية البابا الجديدة التي اتبعها على مدى سنوات حبريته.
إقرأ أيضاً:
وتابع الباحث في الشؤون الدولية أن البابا فرنسيس جسّد هذه التوجهات في نمط حياته؛ فقد اختار أن يقيم في بيت القديسة مرتا المتواضع بدل القصر البابوي، وتخلى عن العديد من رموز الفخامة، وكان بسيطاً في ملبسه ومأكله، حتى في علاقاته السياسية والدبلوماسية. لم يكن يتقرب من الزعماء والملوك بقدر ما ركز على بناء علاقات مع الطوائف الدينية وممثلي الشعوب، خاصة الأقليات المهمشة والمضطهدة.
وأردف: زار أكثر من ستين دولة، معظمها من الدول الفقيرة أو تلك التي تضم أقليات مسيحية، وحرص في هذه الزيارات على تعزيز التعايش والحوار بين الأديان والثقافات. أقام علاقات قوية مع ممثلي الديانات السماوية وغير السماوية، وكان حضوره لافتاً بشكل خاص في انفتاحه على العالم الإسلامي، حيث التقى كبار العلماء والمرجعيات، من أبرزها لقاؤه التاريخي مع المرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف السيد علي السيستاني، في مشهد عبّر عن التواضع والاحترام المتبادل.
واختتم يحيى الحرب قوله: كان البابا فرنسيس صوتاً للفقراء والمظلومين، ورفض أحياناً زيارة دول كبرى أو إقامة علاقات شخصية مع زعمائها إن لم تتوافق سياساتهم مع مبادئه الأخلاقية والإنسانية. بهذا كله، شكّل البابا فرنسيس نقلة نوعية في دور الفاتيكان، إذ أعاد تعريف مفهوم القيادة الروحية لتكون أكثر قربًا من الناس، وأكثر جرأة في مواقفها الأخلاقية والإنسانية.