خاص الكوثر - محفل
قال الشيخ قاسميان: الدبلوماسية القرآنية إنها دبلوماسية بحق، بفضل القرآن ونورانية النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. تذكرت تلك القصيدة التي تقول أبياتها: "الحدود أوهام، وباكستان وإيران لا تختلفان."
وأضاف: القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوان الى الوحدة ويحمياننا من الانقسام الذي يريده البريطانيون الذين أسسوا الفرقة بيننا. لذا، ما نحتاجه هو أن نرى بعضنا، ونقرأ القرآن، ونتبادل تعاليمه، ونظهر حبنا للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. بهذه الطريقة فقط نحبط مخطط التفرقة.
وتابع الشيخ قاسميان: انتبهوا لهذه الآية عن الأخوة: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103). هذا هو المعنى: (تمسكوا بحبل الله، ثم اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانًا). كنتم أعداءً، لكن بنعمة الله أصبحتم إخوانًا. وكما ترون، لقب "الأخوة" مهم جدًا. أولًا، هناك قصة الأبوة، فنصبح إخوةً بوجود الأب، وهذا أمر بالغ الأهمية.
إقرأ أيضاً:
وأردف أستاذ الحوزة العلمية: لنفترض أنه لا فرق بين الأديان أو الأعراق. لنفترض أنك رأيت حادثة سيارة، وشاهدت أخاك يتشاجر، هل ستتركه؟ لا، هذا أخوك. حين ترى أخاك، فإن نمط تواصلك وتفاعلك سيتغير. انظروا إلى إخوتنا الباكستانيين، الذين هم من أهل السنة، وإلينا كشيعة. نجد هذه الثنائية التي يخلقها القرآن: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾ صلى الله عليه وآله وسلم (الفتح: 29). ﴿وَالّذينَ مَعَه أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (الفتح: 29). سواء كانوا شيعةً أو سنةً، فهم ليسوا ضد بعضهم، بل ضد الأعداء. أما من يعادي أهل غزة (الشوكة في عين الاحتلال) فهم معنا. هذه هي الثنائية الحقيقية والمقياس: أشداء على الكفار، رحماء بينهم.
وأوضح الشيخ قاسميان: لكن العدو يؤسس ألف ثنائية مزيفة ليخرجنا من حالة الأخوة. هذه هي النقطة في القرآن والدبلوماسية الإلهية. لولا أنني ذهبت إلى الهند وباكستان وحضرت مجالس القرآن، لما صدقت كم نحن متقاربون! رأيت كيف يرحبون بنا، وكم النقاط المشتركة بيننا بسبب القرآن. لكنهم خدعونا بالتفرقة حتى الآن، كأمة إسلامية، فنشروا الفتنة بين الشيعة والسنة.
واختتم الشيخ قاسميان قوله: هناك فئات (حتى من السنة) لا نعتبرهم سنةً، بل فرقةً سياسيةً منظمة. وهناك فرقةٌ شيعيةٌ بالاسم فقط، لا تؤمن حقًا بإمام الزمان، بل تدعم أوامر أمريكا. هذه حقيقةٌ ظالمة! هم ليسوا شيعةً في الأصل، بل مجموعة سياسية، حتى لو أسست مدارس ومعاهد. أما مقياس القرآن فهو: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)