خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقال الشيخ فضيل الجزائري: بعد حرب تموز وانتصار المقاومة، كنا ننتظر نحن كمقاومين كلمة الشهيد السيد حسن نصر الله، فذكر أمورًا في هذه المحاضرة هي تحدد هوية المقاومة. وإذا أدركنا هوية المقاومة، يتفرع عليها كل المفاهيم. ذكر مفردات ولم يذكر الثالثة، هي ثلاث مكونات أساسية لهوية المقاومة، وذكر اثنين فقط لأن الثالثة بديهية في مناخ المقاومة.
وأردف: ذكر المفردة الأولى وهي التعبد، المقاوم متعبد، يعني ملتزم بالله تعالى. إنسان حدد موقفه من الله تعالى، إنسان متعبد. هذه النقطة في غاية الأهمية، لأن التعبد يعني التلبس بالقيم الإلهية وبالأخلاق الإلهية، وهذه تترشح على سلوكه في المقاومة.
إقرأ أيضاً:
وأضاف الأستاذ في الحوزة العلمية أنها مفردة مهمة جدًا، وهو ذكرها بالنسبة إلى المجاهدين، إلا أن هذه مكونة لكل مقاوم، سواء كان في الجبهة أو في ميادين متعددة: في الفن، في الكلمة، في المحاضرة، في المنبر. هذه قضية التعبد مهمة جدًا، هذا المقاوم عنده علاقة مع الله تعالى، وعلاقة أساسية ومتجذرة في وجوده، فهذه من مكونات المقاوم والمقاومة.
واختتم الشيخ الجزائري قوله أن النقطة الثانية أو المفردة الثانية هي الأخذ بالأسباب. المقاومة ليست ذهنية خرافية، بل ذهنية علمية، فيأخذ بالأسباب. الأسباب تعني الأسباب التكنولوجية والعلمية. المقاوم الذي يتحرك في مناخ الجهل، هذا ليس بمقاومة. المقاوم يجب أن يأخذ بالأسباب. هذه ذكرها السيد، وهي متوفرة في المقاومة، ولهذا صمدت وانتصرت.