خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الشيخ شاكر العاروري ان لا شك أن الله تبارك وتعالى، كما النبي صلى الله عليه وآله وسلم، اهتم بالنخب وتوزيع المسؤوليات، فقد جاء في كتاب الله: "فلَولاَ نفر مِن كُل فِرقَةٍ منِهُم طائِفة ليتفقّهوُا في الدينِ وليُنذِروا قومَهم إذا رَجَعوا إليهم لَعلَّهم يحذروُن". وهذه إشارة إلى دور النخب في المجتمع، حيث تتعلم وتتفوقه لتكون في مقدمة الناس.
وأضاف: وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وزّع المسؤوليات على نخب الصحابة رضوان الله عليهم، فمنهم القائد في الجيش، ومنهم الحافظ للقرآن، ومنهم العالم بالتفسير، ومنهم الفقيه. ومن أبرز هؤلاء الصحابة حذيفة بن اليمان وغيرهم.
إقرأ أيضاً:
وتابع المختص في علوم الحديث أن وجود النخب في الأمة ضرورة لا غنى عنها، فالأمة بلا نخب كالغنم بلا راعٍ، إذ لا يصلح أن يعيش الناس دون توجيه ومرجعية حقيقية مؤثرة تقوم على أسس صحيحة، ليستفيد المجتمع في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية. كما قال الله عز وجل: "سَنُريهِم آياتِنَا في الآفاقِ وفي أنفُسِهِم حَتَى يَتَبَيَّنَ لَهُم أنَّهُ الحَق"، وهذا يؤكد أهمية العلوم المختلفة في بناء المجتمع. لذا، لا بد أن تكون هناك نخب مميزة في المجتمع الإسلامي، تستند إلى الثوابت والأصول الراسخة، لتكون المرجعية الحقيقية في التوجيه والبناء.
واختتم الشيخ العاروري قوله: فالأمة بلا علماء ومثقفين لا يمكن أن تتقدم أو تبني مجتمعات قوية، ولا تستطيع تقديم نموذج يُحتذى به، لأن القدوة الحقيقية تتمثل في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي كان الأسوة الحسنة في كل المجالات التي يحتاجها المجتمع الإسلامي.