خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الشيخ محمد الزعبي انه صرح بعض المؤرخين بارتكاب مسلم بن عقبة جرائم فظيعة، بينما ذكر آخرون تفاصيل مروعة عما حدث.
وأضاف: مثلا برهان الدين الحلبي في كتابه "إنسان العيون" وابن دحية في "التنوير" تحدثا عن مقتل 1700 من وجوه المهاجرين والأنصار، و700 من حملة القرآن. كما جالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واختلطت الأقدام بين القبر الشريف والمنبر. حتى أن الكلاب دخلت المسجد وبالت على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يرضَ قائد الجيش إلا ببيعة أهل المدينة ليزيد.
إقرأ أيضاً:
وتابع المحقق في التأريخ الإسلامي ان المقريزي في "إمتاع الأسماع" ذكر أن ألف عذراء تم انتهاك أعراضهن، بينما تحدث الحافظ بن الأثير عن معاناة النساء. البيهقي في "دلائل النبوة" نقل عن الحسن البصري قوله: "لما كان يوم الحرة، قتل أهل المدينة حتى كاد لا ينفلت أحد"، مما يشير إلى إبادة شبه كاملة.
وأردف: كما روى البيهقي عن أبي الحسين بن الفضل، وعبد الله بن جعفر، ويعقوب بن سفيان، ويوسف بن موسى، أن مسرف بن عقبة نهب المدينة ثلاثة أيام، وزعم المغيرة بن مقسم أنه تم انتهاك ألف عذراء خلال تلك الأحداث.
وأشار الشيخ الزعبي الى هذه الروايات التاريخية تظهر مدى الوحشية التي تعرض لها أهل المدينة، مما يدفع إلى التساؤل عن إمكانية تصنيف هذه الأحداث كجرائم إبادة جماعية وفق المعايير المعاصرة.