خاص الكوثر - الوجه الآخر
وأكد الدكتور إدريس هاني أن العدالة ليست مجرد قيمة أخلاقية أو اجتماعية، بل هي مساوية للوضع الوجودي والأنطولوجي للإنسان. وأشار إلى أن العدالة هي قضية وجودية، وأن الوجود نفسه إن لم يكن عادلاً، فإنه لن يكون خيرًا محضًا.
وأضاف الدكتور هاني أن العدالة هي قيمة مركزية في حياة الإنسان والمجتمع، بل إنها "قيمة القيم" التي تُقاس بها جميع القيم الأخرى. وان أي قيمة، سواء كانت الوفاء أو الحرية أو غيرها، إذا لم تُوزن بميزان العدل، فإنها تفقد معناها وقيمتها.
وقال المختص في قضايا الفكر الإسلامي إن الهدف الأساسي من بعثة الأنبياء والرسل، حيث جاءوا لإقامة القسط والعدل في العالم. وأن العالم خُلق بالعدل، وأن العدل هو الميزان الذي يُحدد قيمة كل شيء في الوجود.
إقرأ أيضاً:
وفي معرض الإجابة عن سؤال حول التزاحم بين العدل والاستقرار، أكد الدكتور هاني أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار حقيقي من دون عدل وإنصاف، أن التاريخ الاجتماعي والسياسي يُظهر أن الأوضاع المستقرة دائمًا ما تكون قائمة على العدالة. مشددا على أن السياسة نفسها وُلدت من أجل تدبير العدالة في المجتمع الإنساني.
واختتم الدكتور هاني قوله: العدالة ليست مجرد قيمة أخلاقية أو اجتماعية، بل هي أساس الوجود الإنساني والمجتمعي. إنها الميزان الذي تُقاس به جميع القيم، وهي الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار الحقيقي. ومن خلال العدالة، يمكن بناء مجتمع متوازن ومستقر، يعكس القيم الإنسانية العليا.