في محاولاته المستميتة لكسب التأييد الشعبي وبناء قاعدة جماهيرية عريضة تدعم اعتلائه للعرش، دون أدنى معارضة أو تذمر، يميل الأمير الصغير إلى الظهور بمظهر المدافع عن مصالح المملكة وشعبها في الداخل والخارج، بدءًا من إطلاقه لرؤية 2030، ومرورًا بالعدوان على اليمن، وحصار قطر، ومكافحة الفساد وتوقيف أمراء ووزراء، وانتهاءً بخبر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي أعلنها من العاصمة السعودية الرياض.

ففي اليمن شن بن سلمان حربا ،خلفت كارثة على المستوى الإنساني، بمقتل المئات من الابرياء إضافة إلى التدهور الحاد في اقتصاد اليمن. ولم تترك الحرب أثرها على اليمن واليمنيين وحدهم، بل كبدت السعودية خسائر فادحة، بسبب كمائن انصار الله للقوافل العسكرية السعودية، وإسقاط قتلى ومصابين من الجانب السعودي، وتوجيه الصواريخ إلى الرياض، علاوة على قيام الأمم المتحدة بإدراج التحالف بقيادة السعودية، على القائمة السوداء؛ لما تسبب فيه من مقتل وإصابة المئات من الأطفال.

وفي الوقت الذي يتجرع فيه محمد بن سلمان مرارة الخسارة في حربه الفاشلة على اليمن كشف الأمير الشاب، عن رؤية السعودية 2030، وحقبة ما بعد النفط .. خطة اعتبرها متابعون للشأن السعودي بانها تبث السم في الجسد السعودي لعدم ملائمتها لأوضاع المملكة، على المستوى الاقتصادي وعدم وجود الرؤية الطموحة لهذه الخطة نتيجة ضعف واقع التعليم البائس في المملكة، وعدم قدرة المواطنين على التفكير باستقلالية.

الانتكاسات السعودية بقيادة بن سلمان لم تختصر على حرب اليمن والمشاكل الاقتصادية فحسب بل جاء حصار قطر ليكمل سيناريو الهزائم باعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات مع دولة قطر، وفرض مقاطعة شاملة عليها برًّا وبحرًا وجوًّا، ردًا على دعمها للإرهاب، ولعلاقاتها مع إيران بحسب دول الحصار.

داخليا وفي الرابع من نوفمبر الجاري شن بن سلمان حملة اعتقالات طالت أمراء ووزراء سعوديين بتهمة الفساد وغسيل أموال وتقديم رشاوى.

واخيرا جاء تدخل الرياض في الشأن اللبناني قبيل الانتخابات البرلمانية اللبنانية وبحسب مراقبون للشأن الاقليمي ان المملكة خلقت لنفسها مشكلة جديدة مع واحد من أقوى حلفائها، وهم سنة لبنان الذين اتحدوا مع الطوائف الالبنانية الاخرى بعد أن كشفوا مخططات الرياض الشيطانية لتفتيت وحدتهم الوطنية.

هذا ومع مرور عام على تسلّمه منصبه الأهم، تبدو طموحات ابن سلمان وأحلامه بعيدة من التحقق، في ظلّ إخفاقات داخلية وخارجية تلاحقه على المستويات كافة، وتناقضات متفاقمة تنذر بأخطار كيانية على السعودية، التي لطالما شكّل التفسّخ البيولوجي أحد أكبر هواجسها.

104

 

 

شاركوا هذا البرامج مع أصدقائكم