في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من جمادى الأولى من سنة 1038 هجرية الموافق للتاسع عشر من شهر كانون الثاني عام 1629 ميلادي توفي الشاه عباس الأول الصفوي الذي كان الحاكم الأكثر شهرةً في سلالة الصفويين التي حكمت إيران في القرون الماضية .
في عام 1581 ميلادي تمرد على أبيه محمد الصفوي وسجنه ، وأصبح شاهاً على بلاد فارس .
وقد صمّم على إعادة الممتلكات الساقطة من بلاده، فبذل جهوداً كبيرة في هذا الاتجاه فبدأ أولاً ضد الأوزبكيين الذين احتلوا خراسان و بعد كفاح طويل وشديد، استعاد مدينة مشهد، وهزمهم في معركة عظيمة قرب هرات ، وأبعدهم من بلاده . وسار بجيشه الى ما وراء بلاد القفقاس وفرض سلطته على سكانها. ومن ثم وقّع معاهدة للتعاون السياسي والعسكري مع قيصر روسيا. وأعاد جزر البحرين الى سلطة ايران بعد ان انتصر على البرتغاليين. واحتل من جديد تبريز، العاصمة القديمة لمملكته. وفي عام 1604 ميلادي احتل جورجيا وأرمينيا وتقدم نحو الاناضول محتلاً عدداً من الامارات العثمانية هناك. وفي السنة ذاتها أعاد الى ايران كل ما فقده في هزيمته امام الجيش العثماني عام 1514 ما عدا مدينة بغداد.
وفي عام 1618 انهزم العثمانيون مرة اخرى امام الجيش الصفوي. واعاد السيطرة على منطقة قندهار التي احتلتها الهند وأخضع كل مناطق افغانستان الى حكمه. فترك لخليفته مملكة تبلغ مساحتها ما يقرب من اربعة ملايين كيلومتر مربع، اي ما يزيد كثيراً عن مساحة ضعفي ايران في العصر الحاضر.
104