خاص الكوثر - عراق الغد
يرى المحلل السياسي الأستاذ محمد صلاح التركي أن استشهاد السيد محمد باقر الحكيم قد أعطى «درسًا حقيقيًا» للمجتمع العراقي بأسره، إذ كشفت الجريمة الإرهابية التي وقعت بعد صلاة الجمعة عن الطبيعة المعادية للإرهاب، ليس فقط للإسلام والشعائر الدينية، بل أيضًا لأي مشروع سلام أو مشاركة حقيقية في بناء الدولة والحكم.
وأكد أن الدماء الزكية التي سالت لم تذهب هدرا، بل أسهمت في توحيد الخطاب الوطني، وتعزيز وحدة الرأي والموقف داخل المجتمع العراقي، ولا سيما في مواجهة السياسات الخارجية والإملاءات الأميركية والكيان الصهيوني في المنطقة. وقد ساعدت هذه التضحيات على ترسيخ مفاهيم رافضة للإرهاب، ومؤمنة بضرورة استقلال القرار السياسي العراقي.
إقرأ أيضاً:
وأضاف المحلل السياسي أن ذكرى هذا اليوم أعادت إحياء مشروع فكري وثقافي متجذر، يقوم على ترسيخ الثقافة الإسلامية، والعقيدة، والمذهب، ونقل هذه القيم إلى الأجيال القادمة بوصفها عناصر قوة وصمود. كما شكّلت هذه الذكرى دليلًا على وعي الشارع العراقي، وقدرته على تقييم الواقع السياسي والاجتماعي بوعي ناضج، والتمييز بين المشاريع الوطنية الحقيقية وتلك المفروضة من الخارج.
ويخلص محمد صلاح التركي إلى أن يوم الشهيد العراقي لم يكن يومًا اعتياديًا، بل محطة لإعادة التأكيد على وحدة الفكر والعقيدة، وتماسك قوى المقاومة، ومواجهة الغطرسة العالمية، مع الإصرار على بقاء الإسلام والثقافة الإسلامية متجذّرين في المجتمع العراقي، بعيدًا عن محاولات التفكيك والزعزعة الخارجية.