خاص الكوثر - عراق الغد
قال سعيد البدري: لقد دفعنا ثمناً باهظاً نتيجة السياسات الطائفية في المنطقة، وما يسمى بالفوضى الخلاقة التي حاولت تحويل العراق إلى نموذجٍ فاشل، لكن العراقيين تمسكوا بمشروعهم الوطني، تأتي أهمية هذه الانتخابات من كونها خياراً عراقياً خالصاً، فالشعب هو من اختار هذا النظام، وكتب الدستور، وصوّت عليه، ومضى في طريقه رغم معارضة الأنظمة الاستكبارية، ومن يدّعي غير ذلك فهو واهم، لأن مسار كتابة الدستور واختيار شكل النظام السياسي وآلياته تمّ بضغط من المرجعية الرشيدة والقوى السياسية العراقية، ولا سيما قوى الأغلبية التي كان لها دور كبير في تأسيس هذا النظام عبر وثيقة الدستور.
اقرأ ايضاً
وتابع : انتصار العراقيين في مواجهة التحديات السابقة، وتقديمهم نموذجاً ديمقراطياً يشارك فيه الجميع، هو ثمرة لتجربتهم الوطنية، نحن لا نتحدث بلسان فئة أو أغلبية، بل بلسان الوطن كله، لأن هدفنا هو إشراك جميع المكونات دون إقصاء أو تهميش. واليوم لدينا حكومة تمثل هذا التوجه، وغداً سنواصل هذا النهج لضمان مشاركة الجميع وفق أحجامهم واستحقاقاتهم المعروفة، بحيث يُعطى كل ذي حقٍ حقه، ويتحمل الجميع مسؤولياتهم ضمن إطار ائتلاف إدارة الدولة الذي يضم مختلف المكونات العراقية.
واكمل البدري: الاستحقاق الانتخابي هو حقٌ للشعب العراقي، واستحقاق دستوري وشرعي وقانوني وأخلاقي، ينظّم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويتيح تجديد الوجوه السياسية في العملية الديمقراطية، فالدورة السابقة لم تكن مرضياً عنها إلى حدٍّ ما، نتيجة الخلافات السياسية، وتعطيل عمل مجلس النواب بعد إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي، إضافةً إلى الظروف الدولية المعقدة والتقاطعات والتدخلات الخارجية التي زادت المشهد تعقيداً.
وختم الكاتب المحلل السياسي العراقي حديثه بالقول: ورغم كل ذلك، يثبت العراق اليوم أنه ماضٍ في ترسيخ تجربته الديمقراطية، وصون إرادته الوطنية، بمشاركة جميع أبنائه في بناء مستقبله.