خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال ابو زكريا : العرب والمسلمين ابتعدوا عن ركائز وجودهم الحضاري وتركوا القطب الذي يمكن أن يقودهم إلى الفاعلية والانتصار على أعدائهم، لقد مرّ احتكاك الغرب بالعالم الإسلامي في محطات بارزة، منها:
مرحلة الأندلس، حيث نشر المسلمون حضارة في إسبانيا أصبحت مرجعاً لنهضة أوروبا، والمرحلة الثانية كانت حروب الفرنجة، حين تحالفوا واستولوا على فلسطين، والمرحلة الثالثة كانت مرحلة الحركات الاستعمارية الحديثة، التي رافقها تشريح ثقافي ممنهج للعالم الإسلامي قبل أي مواجهة.
اقرأ ايضاً
واضاف : اليوم تُدرس قضية الإسلام في الغرب عبر جهات مركزية متعددة:
الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، التي تضم فروعاً متخصّصة بدراسة العالم الإسلامي وحركاته، والجهة الثانية دوائر الهجرة، التي تتابع أثر المسلمين المهاجرين على المجتمعات الغربية، والجهة الثالثة المؤسسات الأكاديمية، التي أنشأت مراكز استشراقية تدرس الحضارة الإسلامية، وغالباً ما ترتبط بعض أبحاثها بمؤسسات دفاعية أو استخباراتية، واما الجهة الرابعة هي الجهات التبشيرية، التي تسعى لتحويل عقائد بعض المسلمين، واما الجهة الخامسة هو اللوبي الصهيوني، الذي يتتبع حتى أسماء الطلاب العرب والمسلمين المتخصّصين في علوم حسّاسة، وقد تعرّض بعضهم للخطر، كما حصل مع حالة يحيى المشد في باريس.
وقال الدكتور يحيى ابو زكريا : بناءً على ذلك، نحن إزاء مشروع ممنهج يستهدف الأمة ثقافياً وفكرياً وسياسياً، ويجعلها عرضة لمخططات العدو.