خاص الكوثر - تهانينا
قال الشيخ حبلي: الله عز وجل وصف نبيه بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وحقيقةً ما ينقص المسلمين اليوم هو موضوع الأخلاق، أن يستلهموا من أخلاق النبي محمد ﷺ، لقد لفت نظرنا أن المجاهدين في فلسطين – وكذلك في جنوب لبنان – أظهروا أخلاقاً إسلامية عظيمة في جهادهم، حيث لم يستهدفوا المدنيين رغم أن "إسرائيل" ارتكبت كل الجرائم، من دون أي التزام بالقوانين أو بالأخلاق أو بالحرمات، ومن الأمثلة على ذلك إطلاق الأسرى الفلسطينيين من جانب المقاومة بشكل لائق وإنساني، بينما الأسير الفلسطيني عند الاحتلال يعامل قبل الإفراج وبعده معاملة قاسية ولا إنسانية.
اقرأ ايضاً
وتابع هذه الأخلاقيات في الجهاد علمنا إياها النبي ﷺ. فحتى في أشد الظروف، أوصى بعدم قتل الجريح، أو الشيخ الكبير، أو المدني، أو الاعتداء على الحيوان والنبات، ديننا الإسلامي دين الرحمة، وهو الذي وضع لأول مرة قواعد أخلاقية للحرب، في الوقت الذي كانت فيه الحضارات السابقة تعتمد على البطش فقط، ومن هنا نرى أن المجاهدين الحقيقيين اليوم يتمسكون بأخلاق النبي محمد ﷺ حتى في ميدان القتال. فعلى سبيل المثال، نجد القناص في الجنوب أو في فلسطين لا يستهدف إلا عسكرياً أو آلية عسكرية، بينما يكذب الاحتلال وينكر خسائره رغم الأدلة الموثقة بالصوت والصورة.
وختم الشيخ حسين حبلي حديثه بالقول : في هذه المناسبة، نذكّر بقول أحد المستشرقين: "إذا أراد المسلمون أن يعودوا إلى مجدهم، فعليهم أن يعودوا إلى أخلاق نبيهم." فقد استطاع النبي ﷺ، بأخلاقه، أن يؤسس أمةً عظيمةً استمرت قروناً طويلة.