خاص الكوثر - عين الحياة
تناول أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية الشيخ صادق أخوان بُعدًا فلسفيًا وعرفانيًا في فهم النور المحمدي، مؤكدًا أن وجود النبي محمد ﷺ ليس حكرًا على هذا العالم فحسب، بل هو "رحمة للعالمين"، كما ورد في القرآن الكريم. انطلاقًا من هذه الرؤية، أُشار إلى أن مقام العبودية هو أعلى المقامات التي بلغها الرسول ﷺ، وهو ما تكرّس في آية الإسراء: "سبحان الذي أسرى بعبده..".
تم التمييز بين نوعين من العلم المحمدي: علم مكتبي: الذي يشمل المعرفة الممنوحة للأنبياء كما في آية "وعلم آدم الأسماء كلها". وعلم لدنّي: وهو علم العارفين، العلم المباشر من الله دون وسائط، والذي به يتجاوز الإنسان المعرفة إلى الفهم والتفعيل العملي.
في هذا السياق، تم توضيح الفرق بين العالم النظري والعالم العامل، حيث يصبح العلم دون عمل وبالًا على صاحبه، كما في قوله تعالى: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها...".
إقرأ أيضاً:
وأشار الشيخ أخوان إلى أن رسول الله ﷺ لم يبلغ هذا المقام بالعلم الظاهري فقط، بل بالفناء في الله، حيث تحقق في ذاته معنى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
كما تطرق إلى ضرورة "الاعتزال الوجودي" – لا بمعنى الانفصال الجسدي، بل الفكري – كشرط للوصول إلى الخلوص التام لله، وهو مقام البينونة الذي تجسد في النبي ﷺ، والذي عُبّر عنه عرفانيًا بأنه "حبل الوريد" بين الإنسان وربه.
وفي الختام، شدد الشيخ أخوان على أن البكاء والتأمل في هذه الحقائق ليست انفعالات عاطفية فقط، بل مظاهر للتفاعل الوجودي مع نور الحقيقة المحمدية، الذي ما زال ممتدًا إلى الأبد.