خاص الكوثر- الوجه الاخر
قال الشيخ حمود : علينا أن نبدأ بتعريف من هم العلماء الحقيقيون. مرّ في التاريخ من امتلكوا علماً واسعاً، ولكنهم استخدموه في خدمة الظلم، كالحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان عالماً بالقرآن وقتل سعيد بن جبير، وأبو جعفر المنصور الذي ادعى أنه من كبار العلماء، وعبد الملك بن مروان الذي تحول من فقيه إلى ظالم، لم تمنعهم معرفتهم من أن يكونوا أدوات للقمع. وكذلك ظهر "علماء السلطان" الذين فقدوا استقلاليتهم، مثل ابن شهاب الزهري رغم حياده في الرواية، وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة الذي خالط هارون الرشيد.
اقرأ ايضاً
وتابع الشيح ماهر حمود : العلماء الذين يحترمون علمهم ويحافظون على مكانتهم قلة، وهذه ليست ظاهرة جديدة في التاريخ، اليوم نجد في فلسطين علماء نحترمهم، وفي مصر كذلك، لكنهم غالباً خارجها. أما في السعودية، فالكثير من العلماء المحترمين يقبعون في السجون. للأسف هناك عجز واضح عن التعبير عن الموقف الشرعي،و آخر مثال على ذلك هو بيان الشيخ أحمد الطيب، إمام الجامع الأزهر، وهو في رأينا رجل صالح وتقي لكنه مكبل. فقد أصدر بيانًا طالب فيه العالم بفك الحصار عن غزة واعتبره وصمة عار على جبين الإنسانية، لكن سرعان ما جاءه ضغط إسرائيلي مباشر عبر السيسي، مهددين بطرد مصر من مفاوضات وقف إطلاق النار إن لم يتم سحب البيان.