خاص الكوثر - قضية ساخنة
أفادت عائلة الشيخ عيسى المؤمن أن إدارة التحقيقات الجنائية استدعته مساء الأول من يوليو الجاري، وتم احتجازه فور وصوله دون توضيح للتهم الموجهة إليه. الناشط الحقوقي علي الحاج نقل عن العائلة أن الشيخ لا يزال رهن التحقيق، وقد طلب إرسال أدويته الخاصة، مما زاد من مخاوفهم بشأن وضعه الصحي في ظل عدم توفر معلومات دقيقة عن حالته أو أسباب احتجازه.
الشيخ عيسى المؤمن يُعد من الوجوه الدينية البارزة في البحرين، وله سجل طويل في خدمة المجالس الحسينية والمجتمع، ما يجعل توقيفه علامة بارزة على تصاعد حملة التضييق على الممارسات الدينية، خصوصًا مع تكرار حالات الاستدعاء والاعتقال التي تطال الخطباء والعلماء سنويًا في موسم عاشوراء.
وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور السيد هاشم الموسوي، عضو شورى جمعية الوفاق، أن ما يجري يُظهر رفض السلطات للموقف الديني الشعبي المناهض لاتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن المجالس الدينية باتت تُستهدف لأنها تعبّر عن نبض شعبي رافض للتطبيع.
من جانبه، أشار رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، باقر درويش، إلى أن السلطات عادت إلى نهج الاعتقالات السياسية والدينية، بهدف إخضاع الخطاب الديني وتفريغه من محتواه المقاوم والناقد.
الانتهاكات لم تقتصر على العلماء، إذ شهدت منطقة الميرغني أيضًا اعتقال الشابين السيد محمد السيد هاشم والسيد مهدي السيد ميثم لمجرد مشاركتهما في مراسم عاشوراء، ما يؤكد استمرار الاستهداف الأمني الممنهج لأكبر مكون شعبي في البلاد أثناء ممارسته لشعائره.
ويؤكد مراقبون أن هذا التصعيد يُعد جزءًا من سياسة رسمية متكررة تهدف إلى التحكم بالمجال الديني العام في البحرين، خاصة في مواسم حساسة كعاشوراء، التي لطالما حملت بعدًا رمزيًا وسياسيًا لدى البحرينيين في مواجهة الاستبداد والتطبيع.