شاركوا هذا الخبر

الشيخ ميرزائي: الصهيونية امتداد تاريخي لقتل الأنبياء وتحريف الوحي | الوجه الآخر

تحدث رئيس مركز المصطفى للدراسات الفكرية، سماحة الشيخ محمد علي ميرزائي، عن الجذور القرآنية لوصف بني إسرائيل بالمفسدين في الأرض، مشيرًا إلى أن هذا الوصف لم يأتِ عبثًا، بل جاء مقرونًا بسلوكيات تاريخية موثقة في النص القرآني، تتعلق بقتل الأنبياء وتحريف الوحي.

خاص الكوثر - الوجه الآخر

وقال الشيخ ميرزائي إن القرآن الكريم لم يكتفِ بوصف بني إسرائيل بأنهم يسعون في الأرض فسادًا، بل بيّن تفاصيل سيرتهم، وكيف تعاملوا مع نعم الله، ومع أنبيائه، موضحًا أن أكبر عناصر الإصلاح في الأرض هم الأنبياء، والقيادة الإلهية الصالحة، والوحي الإلهي الذي ينزل بالحق.

وأشار إلى أن بني إسرائيل كانوا "مدمنين على قتل الأنبياء"، وهذه الصفة لم تُنسب إلى أي أمة أخرى بهذه الصورة في القرآن الكريم، وهو ما يعني أنهم استهدفوا الركنين الأساسيين للإصلاح في الأرض: القيادة البشرية الربانية، والنص الإلهي.

وأضاف أن هؤلاء لم يكتفوا بقتل الأنبياء، بل كانوا أيضًا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويعبثون بالنصوص الإلهية، ويشوّهون البيان والتفسير، وهو ما شكّل سببًا رئيسيًا في الإفساد الكبير في الأرض.

وأكد الشيخ ميرزائي أن هذا السلوك لم يتوقف تاريخيًا، بل تطوّر إلى الصهيونية العالمية، التي تمثل اليوم الامتداد الأخطر لهذا النهج، مشيرًا إلى أن البرنامج سيتناول ذلك تفصيلًا. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الإفساد في الأرض لم يقتصر على بني إسرائيل فقط، بل تسلل إلى داخل الأمة الإسلامية بأشكال مختلفة.

وأشار إلى أن بعض الفهم الديني المعاصر يبرر الفساد تحت عنوان "المصلحة الشرعية"، موضحًا أن إقصاء العقل عن فهم الصلاح والفساد يؤدي إلى تبرير الفاسدين والمفسدين، وقال: "كلما وُصف حاكم بالفاسد، يأتي الرد بنص ديني يبرر الموقف باسم المصلحة. لذلك يجب التخلص من هذه البنية الفكرية الفاسدة."

وختم الشيخ ميرزائي حديثه بالتأكيد على أن الإصلاح الحقيقي يبدأ باستعادة دور العقل، وتمييز الصلاح من الفساد بعيدًا عن التحريف، وبفهم إنساني وشرعي متكامل.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة