خاص الكوثر - ثامن الحجج
قال سماحة السيد الموسوي: التواضع يعني أن الإنسان لا يرى لنفسه مكانة أو منزلة فوق الآخرين، بل يرى الآخرين أعلى منه درجة، ومنزلة أعلى، هذا هو معنى التواضع الحقيقي. كما في الأمثال، كل شيء يعرف من ضده، وضد التواضع هو التكبر، والشخص المتكبر هو الذي يرى شأنه أكبر من الآخرين، ويتوقع أن يحترمه الناس ويقيموا له مكانة على حسابهم، وهذا هو التكبر بعينه، أما التواضع فهو عكس ذلك، والكبرياء لله وحده.
اقرأ ايضاً
وتابع السيد الموسوي: الكبرياء لله"، فهي من كلام الله سبحانه وتعالى، ففي حديث قدسي يقول الله تعالى: "الكبرياء ردائي، فمن تردى بردائي أدخلته ناري ولا أبالي"، فالكبر والتكبر، من الأمور المذمومة جداً، وهي من أعظم الذنوب عند الله سبحانه وتعالى، وعند النبي وأهل البيت عليهم السلام.
واضاف السيد احمد الموسوي : فابليس عبد الله سبحانه وتعالى ستة الاف سنة و في كتاب نهج البلاغة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سنين الآخرة"، الامام عليه السلام يقصد أن العلم عند الله لا حدود له، وكل شيء محسوب ومُحصى في علمه، كما يقول الله في القرآن الكريم: "وكل شيءٍ أحصيناه في إمام مبين"، إذا نظرنا إلى التاريخ، فقد عبد إبليس الله ستة آلاف سنة، وكان من المقربين، حتى أنه كان رئيس الملائكة. رغم هذه العبادة الطويلة والمقربة، تكبر لموقف واحد، ورفض السجود لآدم عليه السلام بسبب تكبره، فهذا الموقف يبين خطورة التكبر، حتى مع العبادات الطويلة والقرب من الله، فلا يغني شيء عن الكبرياء والغرور.