خاص الكوثر - وليال عشر
وقال السيد الحسيني: أود أن أبين مسألة في غاية الأهمية أشارت إليها الآية الشريفة: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً". وقد بين الفقهاء - حفظهم الله - أن الاستطاعة تكون في خمسة موارد أساسية.
اقرأ ايضاً
وتابع سماحة السيد راضي الحسيني: المورد الأول هو الاستطاعة المالية، والتي تعني توفر الزاد والراحلة، أي وجود الأموال الكافية لأجور الحج، بما في ذلك تكاليف النقل والسكن والطعام خلال الذهاب والإياب، واما المورد الثاني هو الاستطاعة البدنية، أي أن يكون الشخص صحيحًا وسليمًا قادرًا على أداء نسك الحج بشكل صحيح. اما إذا كان عاجزًا بدنيًا، رغم توفر الموارد الأخرى، فإنه يجب عليه أن يبعث نائبًا يؤدي عنه المناسك، والمورد الثالث هو تخلي الصُرّ، ويعني عدم وجود مانع واقعي يمنع الوصول إلى الديار المقدسة، مثل طريق آمن وخالٍ من الأخطار، بالإضافة إلى حصول الحاج على تأشيرة الدخول (الفيزا)، التي تمثل إذن الدخول الرسمي. فإذا لم تتوفر هذه، فهناك مانع يمنع أداء الحج، اما المورد الرابع هو الاستطاعة الوقتية، أي توفر الوقت الكافي لأداء الحج خلال أيامه المحددة، فلا يكفي توافر المال والصحة ورفع الموانع إذا لم يتوفر الوقت الكافي لأداء المناسك، وأخيرًا، المورد الخامس هو الاستطاعة للرجوع إلى كفاية، بمعنى أن يعود الحاج من الحج وهو قادر على إعالة نفسه وأسرته، فلا يتركهم في حالة عوز أو حاجة تستدعي السؤال والتكفف من الآخرين.
وختم السيد الحسيني حديثه بالقول: وقد بين الفقهاء هذه الموارد الخمسة كمعايير لاستيفاء شرط الاستطاعة لأداء فريضة الحج.