الكوثر - ايران
واكد سماحة الشيخ الدكتور "عباسي" خلال كلمته أن تعزيز دور المرأة والأسرة يعد من الأولويات في بناء الحضارة الإسلامية، مشدداً على أهمية الالتزام بالقيم القرآنية في هذا السياق.
القرآن الكريم محور الثقافة الاسلامية
قال رئيس جامعة المصطفى العالمية أن تأسيس الحضارة والثقافة الإسلامية الأصيلة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الالتزام بالقرآن الكريم، مؤكداً أن القرآن هو نعمة إلهية وهبها الله للبشرية عبر بعثة أفضل البشر، ويعمل كنور يهدي الإنسان ويزيل الظلمات في حياة الإنسان، وأضاف أن في ظل التحديات التي تفرضها الحضارة المادية على المجتمعات، فإن العودة إلى مفاهيم القرآن تمثل المصباح الذي ينير طريق البشرية، كما أشار سماحة الشيخ عباسي إلى أن التركيز على تفسير وآراء شخصية علمية متخصصة في علوم القرآن، والتي تجمع بين الدراسة العلمية والقيادة القرآنية، يعد ميزة هامة لهذا المؤتمر الدولي. وأوضح أن النظرة الحضارية للقرآن ازداد انتشارها بين المسلمين خلال القرن الماضي، مشيراً إلى أن ذروة هذا التوجه تجسدت في تفسير "المیزان" وجهود العلامة الطباطبائي العلمية، التي تميزت برؤية تمدنية ترتكز على القرآن الكريم.
الامام الخامنئي من أبرز المفكرين المعاصرين
وصف آية الله الشيخ الدكتور عباسي قائد الثورة الاسلامية "حفظه الله" بأنه من أبرز المفكرين في العقد الأخير، الذي اتخذ نظرة شاملة لتفسير المعارف القرآنية ودورها في بناء نظام اجتماعي ونظام دولي، وأضاف: إلى جانب الفقه والبحث القرآني، تتميز هذه الشخصية القرآنية بقيادة وزعامة تلتزم بهذا المنظور في موقع القيادة.
واضاف آية الله عباسي إن المجتمع البشري على مدار القرون الماضية تعرض لتأثير نظرة مادية استبدادية ومصلحية تسعى للسيطرة على جميع جوانب وأركان حياة الإنسان. وأكد أن الحضارات تقوم على مجالين أساسيين، الأول تفسيرها للعالم والإنسان، حيث تركز الحضارة المادية على الربح واللذة والمصالح الشخصية والفردية. وأضاف أنه في هذه الرؤية تُقدم المصالح الشخصية على كل القيم، مما يفسر تغاضي أصحاب هذه الحضارة اليوم عن القتل الوحشي لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في غزة بل ودعمهم للجناة بدلاً من ذلك.
اقرأ ايضاً
الحضارة المادية فرضت نظام اخلاق منحط على البشرية
قال عضو مجلس خبراء القيادة، إن الحضارة المادية فرضت نظامًا أخلاقيًا منحطًا على البشرية، يظهر جليًا في قضية المرأة والأسرة، وهما من أساسيات بناء المجتمع. وأكد أن الحضارة المادية تنظر إلى المرأة كأداة لاستغلالها، ما تسبب في تفكك الأسرة وظلم المجتمع. ورغم ادعائها الدفاع عن حقوق المرأة، فقد أدت إلى وضع مأساوي لها. وأوضح أن قضية المرأة والأسرة من العناصر الرئيسية في رؤية تمدن الثورة الإسلامية، كما أكدها قائد الثورة مستندًا إلى القرآن الكريم.
لا يوجد تمييز بين الرجل والمرأة في القيم الإنسانية
أشار آية الله الدكتور عباسي إلى الآية 97 من سورة النحل، موضحًا أن هذه الآية الكريمة تذكر عشر صفات بارزة للإنسان المتعالي والكامل، ولا يوجد فيها أي تمييز بين الرجل والمرأة. العنصر الأساسي لكمال الإنسان ونجاته من الضلال هو الإيمان والاعتقاد بحقيقة العالم. إلى جانب الإيمان، يأتي العمل الصالح، والحياة الطاهرة، والتعالي والكمال الإنساني، وكلها تُذكر بغض النظر عن الجنس ، ووصف تسليم النفس والخشوع أمام الله والتمسك به كواحدة من أهم الصفات والكمالات الإنسانية، وقال: جميع الصفات الإنسانية العظيمة مشتركة بين الناس، ولا يوجد تمييز بين الرجل والمرأة. قد نختلف بناءً على الحكمة الإلهية والأدوار التي رسمها لنا في سنة الخالق، لكن بناءً على أصل الإنسانية والكمال، لا يوجد فرق بين البشر.
القرآن الكريم يؤكد على حقوق المرأة الاجتماعية
أكد رئيس جامعة المصطفى أن الحضارة الغربية حاولت خلال المائة عام الماضية أن تتباهى بتطوير دور المرأة الاجتماعي، مشيراً إلى أن القرآن الكريم لم يمنع النساء من المشاركة الاجتماعية أبداً، بل سبق وضمن لهن هذه الحقوق قبل أن يدعي الغرب ذلك. فالله أمر النبي بقبول بيعة النساء، معتبرًا إياهن جزءًا مساويًا في المجتمع الإسلامي، وملتزمات بالتزامات اجتماعية مثل الرجال.
وأشار آية الله الدكتور عباسي إلى أن هذا النهج يكفل حضور النساء مع الحفاظ على كرامتهن، معتبراً أن النساء المثقفات اليوم يحملن راية المشاركة الاجتماعية بكرامة واحترام، وأن الحجاب يحمي هذه المكانة من النظرة الاستغلالية التي فرضها النظام المادي. ووفقاً لقول قائد الثورة، يجب على الإسلام أن يرد على الظلم الذي مارسته الحضارة المادية بحق النساء