خاص الكوثر - العشرات
يتناول المسلسل بطولات الحشد الشعبي العراقي في مواجهة تنظيم داعش، ويركز بشكل خاص على معركة تحرير مدينة الموصل وما تبعها من صراعات ميدانية وإنسانية. يحكي المسلسل قصص مقاتلين عاديين من أبناء الشعب العراقي، وكيف قرروا حمل السلاح دفاعاً عن أرضهم وأهلهم في ظل غياب الدولة لفترة زمنية معينة. تدور المعركة في المسلسل على جبهتين: الجبهة العسكرية حيث يتم عرض تفاصيل دقيقة عن المعارك ضد داعش والخطط والتضحيات الكبرى، والجبهة الإنسانية التي توثق معاناة المدنيين.
إقرأ أيضاً:
أما الرسائل الأساسية التي حملها مسلسل 20 فتمثلت في البطولة والشهادة كرمز وطني، وأكد على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان، إضافة إلى تصوير معاناة المجتمع العراقي نتيجة الحرب والدمار وهجمات الجماعات التكفيرية، مع إظهار دور كبير للحشد الشعبي كمنقذ للعراق.
هذا العمل أثار جدلاً واسعاً، حيث وجهت إليه انتقادات من بعض الجهات بسبب رؤيته السياسية المحددة، إذ اعتبره البعض تمجيداً لطرف واحد. ومع ذلك، يرى مؤيدوه أن الحشد الشعبي ساهم بشكل كبير بتحرير العراق. وقد اعتبر بعض النقاد أن العمل لم يسلط الضوء بشكل كافٍ على جهود باقي الأطراف أو الجوانب السياسية المعقدة.
كما شاهدنا ظاهرة مشابهة في فيلم الموصل المعروض على نتفليكس، حيث كان التركيز على جهة واحدة. وقد تلقى المسلسل إشادة واسعة من الجمهور، خاصة في العراق، واعتبر عملاً وطنياً يقدم حقيقة الحرب ويجسد تضحيات أبناء العراق.
رغم أهمية موضوعه، أثار المسلسل أيضاً جدلاً حول جدوى الدراما التي تعيد استحضار الألم بهدف إثارة مشاعر الحزن لدى المشاهدين. وقد قدم المسلسل مشاهد مؤثرة، مثل مشهد خبر استشهاد السيد حسن نصر الله، الذي أصبح ترنداً على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنه أيضاً واجه انتقادات فنية تتعلق بإطالة بعض المشاهد التي اعتبرها البعض غير ضرورية.
أما مسلسل "النقيب" فكان له حضور لافت أيضاً بين الناس، إذ تناول سيرة شهيد حقيقي، ضابط نقيب في القوات المسلحة العراقية. يحكي المسلسل عن دوره في مكافحة الإرهاب خلال سنوات الحرب ضد داعش، ويجسد شخصية الضابط الشريف والنزيه الذي واجه الأعداء الخارجيين المتمثلين بالإرهاب، والداخليين المتمثلين بالفساد والخيانات داخل مؤسسات الدولة.
تناول العمل المعارك الميدانية ضد داعش، والعمليات الاستخباراتية المعقدة لكشف الخلايا النائمة، وكيف تتقاطع الحياة الشخصية للضباط مع مأساة الوطن، خاصة مع استشهاد الرفاق وفقدان الأحبة بسبب الإرهاب.
من أبرز الانتقادات التي وجهت للعمل كانت تتعلق بكشف الثغرات الأمنية وإظهار أسماء شخصيات حساسة، مما أدى لاستشهاد بعضها، وهو ما أثار جدلاً بين أنصار بعض الشخصيات السياسية مثل رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي.
أما الرسائل الأساسية لمسلسل "النقيب" فتمثلت بتأكيد أن الوطنية ليست مجرد شعار بل تضحيات على الأرض، وأهمية مواجهة الفساد الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب، إضافة إلى الدعوة للوحدة الوطنية بعيداً عن الطائفية والانقسام.
العمل قدم كتحية لتضحيات القوات العراقية، حيث رأى فيه البعض تسويقاً سياسياً لفكرة معينة حول الحشد الشعبي أو الجيش، بينما اعتبره آخرون رداً اعتبارياً لصورة الجندي العراقي بعد سنوات من الظلم الإعلامي. يذكر أن مسلسل "النقيب" يأتي ضمن سلسلة أعمال درامية تهدف إلى توثيق الحرب ضد الإرهاب ورفع معنويات الجمهور العراقي.