شاركوا هذا الخبر

استشهاد فاطمة حسونة..

"عين غزة".. التي لا تُغمض

في قلب الليل، حين كان البحر يهمس بأسرار الحصار، وبين أزقة الشمال المحاصر، كانت فاطمة تحمل كاميرتها كأنها سلاح، تمشي فوق الرماد، وتقتنص من الألم صوراً لا يمحوها الزمان. لم تكن مجرد صحافية مصوّرة، بل كانت "عين غزة"... العين التي ترى وتُري، تسجل أنفاس الأرض وتوثّق الوجع قبل أن يُطوى في ظلمة النسيان.

"عين غزة".. التي لا تُغمض

الكوثر - فلسطين

رفضت الرحيل، رغم القصف، رغم الجوع والعطش، رغم أن الموت كان يمرّ قرب نافذتها كل يوم، يحيّيها بابتسامة حادة، فترد عليه بصورة أخرى، تُنشر وتُشارك، لتشهد أن الحياة ما زالت هناك، تختبئ بين الدمار.

كتبت فاطمة يوماً:
«أنا إذا متُّ، أريد موتاً مدوّياً. لا أريدني في خبر عاجل، ولا في رقمٍ مع مجموعة. أريدُ موتاً يسمع به العالم، وأثراً يظل مدى الدهر، وصوراً خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان.»

إقرأ أيضاً:

وكأنها كانت تنقش وصيتها على جدار الزمن. وكأنها كانت تعلم أن منزلها، الذي لطالما آوى الأمل، سيكون هدفاً. وأن الفجر الذي انتظرته لتصوير الضوء، سيكون شاهداً على لحظتها الأخيرة.

استشهدت فاطمة، ومعها أفراد من عائلتها، لكن صورها بقيت. كلماتها بقيت. الوجوه التي التقطتها، بقيت.

ضحايا الكاميرا التي كانت "ترى" لا "تُرى" صارت الآن خالدة. استشهدت "عين غزة"، لكن رؤيتها لم تمت. ظلّت هناك، تراقب، تحكي، تصرخ من خلال عدستها المكسورة.

وغزة؟
غزة لم تبكِ وحدها.
العالم كلّه تألم، حين علم أن فاطمة لم تعد تلتقط الصور... بل أصبحت هي الصورة. والصورة الخالدة كباقي الصحفيين...

مزيد من الصور

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة