الكوثر - إيران
وقد شارك السفير كاظم جلالي لدى روسيا، في حوار منتلفز مساء امس حيث تمحور حول المصادقة على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في البرلمان الروسي، في خضم المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، وقال جلالي : كلا الخيارين يمكن أن يكون صحيحاً. بمعنى أن روسيا وقعت هذه الاتفاقية الاستراتيجية معنا وبالطبع كان يجب المصادقة عليها في البرلمان. في الماضي، في كل مرة كنا نحدد وقت لقاء الرئيسين لتوقيع الاتفاقية، كان البعض يحللون ذلك بأن روسيا تحسن علاقاتها مع ترامب، واحتمال أن يرغبوا في تأخير الاتفاقية كبير جداً. لكنني كنت في صلب عملية تحديد المواعيد، وكثيراً ما كنا نحدد نحن وقت سفر الرئيس، والروس كانوا يوافقون على نفس التوقيت وتتم هذه الزيارات".
وأضاف : "فيما يتعلق بمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، أصدر الرئيس بوتين أمراً للسيد رودنكو، نائب وزير الخارجية، بأن يأخذ المشروع (مشروع قانون اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وايران) إلى المجلس ويدافع عنه، مما أدى بالطبع إلى تحويله إلى قانون والمصادقة عليه في الدوما ومجلس الاتحاد بأقل تأخير بعد التوقيع. ونادراً ما يحدث أن يصدر رئيس روسيا أمراً بشأن تشريع يتم متابعته في المجلس".
إقرأ أيضاً:
وتابع السفير جلالي "في نفس هذا اللقاء بين عراقجي وبوتين، كرر رئيس روسيا هذه النقطة عدة مرات بأن 'علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الايرانية هي استراتيجية وليس لها أي ارتباط بعلاقاتنا مع الآخرين'، كما أكدوا عدة مرات أننا "كنا معاً في أيام حرجة، وليس الأمر أننا في أوقات أخرى لا يمكن أن نكون معاً'".
وقال السفير الإيراني لدى روسيا أيضاً: "نحن على دراية بهذا الأسلوب وسمعناه أيضاً في خطاب مسؤولين روس آخرين، مثلاً في الزيارة السابقة لوزير الخارجية سيرغي لافروف إلى طهران، كانوا يذكرون هذا الأمر باستمرار. ان روسيا مصممة، في خضم هذا الميدان الذي تقف فيه، أن تظهر هذا أيضاً في علاقتها مع الصين. السيد بوتين في أول حوار له مع ترامب، وبعد فترة قصيرة تحدث مع الصينيين. هذا له معنى وهو أننا سنستمر في علاقتنا مع حلفائنا".
وأوضح السفير جلالي حول تنفيذ بنود معاهدة إيران وروسيا: "العمل لا يتوقف عند الاتفاق، الاتفاق في الأساس وثيقة كبيرة لوضع الأسس، ويتم وضع هذه الأسس في جميع المجالات من قبل قيادتي البلدين والرئيسين. الاتفاقية أولاً تثبت العلاقة وثانياً تحدد الرؤية المستقبلية تماماً، وثالثاً يجب على جميع الأجهزة داخل البلد أن تجلس وتستخرج العمل من داخل الاتفاقية. نحن في السفارة قمنا بهذا العمل".
وتابع جلالي: "نحن في السفارة كتبنا برنامجاً أولياً وقدمناه للوزيرعراقجي والمسؤولين في البلد، هذا البرنامج كان بمثابة مقدمة، مثل الاتفاقية نفسها التي كتبناها أول مرة داخل السفارة ثم ناقشناها في داخل البلد. اليوم أيضاً قمنا بنفس العمل. نعتقد أن جميع الأجهزة يجب أن تقرأ الاتفاقية، ويتم تقسيم العمل بحيث يحدد أي جزء من الاتفاقية يتعلق بأي مؤسسة أو منظمة أو وزارة، ونخطط على هذا الأساس".
وأضاف: "هذه الاتفاقية تشمل مواضيع ثنائية متنوعة، ومنظمة التعاون الإقليمي والمنظمات الدولية في مجال البيئة، وبحر قزوين، ومناقشات طلابية، والدبلوماسية العامة، ومناقشات دفاعية وعسكرية واستخباراتية وأمنية. الجميع يجب أن يكونوا مستعدين للعمل على الاتفاقية وأن يفكروا في أي علاقات يمكن إقامتها مع روسيا من خلالها لتحقيق المزيد من المصالح الوطنية".
وتحدث السفير جلالي أيضاً عن سفر وزير النفط الايراني إلى روسيا: "لدينا لجنة اقتصادية مشتركة للبلدين، من جانب كل بلد يتم تعيين مسؤولين كرؤساء للجنة لكل بلد، حيث من جانب إيران فإن وزير النفط هو رئيس اللجنة المشتركة. عقدت اللجنة المشتركة السابقة في 'غروزني' بروسيا، واللجنة المشتركة القادمة ستعقد الأسبوع المقبل في موسكو وسيأتي وزير النفط والوفد المرافق إلى موسكو".
وأردف: "تم العمل على وثائق هذه اللجنة وبالطبع فإن الوثائق التي نحددها في اللجنة المشتركة، سيكون وثيقتها الأساسية هي نفس الاتفاقية الشاملة، لكن هذه اللجنة تعقد كالعادة سنوياً".