خاص الكوثر - سيرة ارض
قال الدكتور عبدالهادي: في عام 1948، تأسست دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة، مما غيّر وجه العالم بأسره. هذا الحدث ترك أثراً كبيراً في نفوس الفلسطينيين، حيث شعروا بالتهجير واللجوء، وأثر بشكل عميق على تاريخ المنطقة والعالم. للأسف، تعامل المجتمع الدولي مع الفلسطينيين كلاجئين إنسانيين، يحتاجون فقط للمساعدات الأساسية من طعام وشراب، دون النظر إلى مطالبهم الشرعية في استعادة أراضيهم.
واضاف انور عبدالهادي: في الوقت الذي كانت الدول العربية تصرخ وتدعو لتحرير فلسطين، كانت هذه الدعوات مجرد كلام دون تنفيذ فعلي. معظم الأحزاب العربية رفعت شعارات تحرير فلسطين، لكن ذلك بقي في إطار الكلام فقط. نتيجة لهذا الواقع، شعر الكثير من الفلسطينيين بأن هذه الأحزاب كانت نظرية فحسب، فقررت مجموعة من الشباب الفلسطيني إطلاق الثورة الفلسطينية في 1 يناير 1965. كانت شعارات هذه الثورة "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تضم جميع فئات الشعب من عرب ويهود ومسلمين.
اقرأ ايضاً
وتابع ضيف البرنامج: أما عن الوجهات التي هاجر إليها الفلسطينيون بعد بداية الاحتلال، فقد كانت سوريا ولبنان والأردن هي أولى الدول التي استقبلتهم. ومع مرور الوقت، هاجر الكثير منهم إلى دول العربية في الخليج الفارسي للعمل، حيث كانت تلك الدول في بداية تأسيسها ولم تكن تحتوي على مدن مكتملة، لكن الفلسطينيين استطاعوا من خلال تواجدهم في هذه الدول أن يساهموا بشكل كبير في بناء المجتمعات على مختلف الأصعدة: العلمية، الاجتماعية، والاقتصادية. كانوا فاعلين في كل مجال، حيث قدموا الكثير من العلماء، المدرسين، المهندسين، والأطباء.
واكمل الدكتور انور عبدالهادي : فيما يتعلق بأماكن اللجوء الأخرى، فقد انتقل العديد من الفلسطينيين إلى المنافي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. هذا التحرك مهد الطريق لظهور مبادرات فلسطينية تهدف إلى تحضير الشعب الفلسطيني للمرحلة المقبلة، والتي تركزت في انطلاق الثورة الفلسطينية.