خاص الكوثر - حوارات شبابية
قالت الناشطة الاجتماعية روان سمحة: تؤكد الكثير من الآراء التربوية والاجتماعية على أن بناء أسرة سليمة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر منهجية دينية وتربوية صحيحة، تنبع من تعاليم الإسلام التي أرست دعائم العلاقة الزوجية على أسس متينة من المودة والرحمة والفضل، كما قال تعالى: "وَلاَ تَنْسَوا الفَضلَ بَينَكُم" و "وَجَعَلنَا بَينَكُم مَوَدّةً وَرَحمَةً"، وأكد في موضع آخر على أهمية الميثاق الغليظ الذي يربط الزوجين. و ان الأسرة، بحسب هذا المنهج، تقوم على التفاهم، والمسؤولية، والاحترام المتبادل. فحين يتحمل كل من الزوج والزوجة مسؤولياته دون تخلي أو تقصير، تتولد بيئة مستقرة وصحية، تُبنى فيها علاقة قائمة على الحوار والتفاهم.
إقرأ أيضاً:
وأضافت ضيفة البرنامج: تبرز أهمية هذا المنهج أيضاً في ظل التحولات التي تعيشها المجتمعات، وخاصة مع دخول المرأة سوق العمل. القدرة على خلق توازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية بات أمراً محورياً لضمان استمرار العلاقة الأسرية وتماسكها، دون أن يطغى جانب على آخر. كما أن هناك تحذيراً متكرراً من التيارات الفكرية الوافدة، خاصة تلك التي ظهرت تحت مسمى "النسوية" في السياق الغربي، والتي تسعى – وفق بعض الآراء – إلى خلق حالة من النفور بين الرجل والمرأة، تحت غطاء المطالبة بالحقوق. فهذه التيارات، وإن كانت تتحدث عن إنصاف المرأة، إلا أنها في بعض الأحيان تحرض على الصدام داخل الأسرة وتُقوّض أسس التفاهم.
وتابعت الناشطة الاجتماعية سمحة: ويُلفت في هذا الإطار إلى أن تطبيق المفاهيم الإسلامية لا يقتصر على المعرفة بها، بل يتجسد في سلوك الرجل ومدى التزامه بتعاليم الدين في الحفاظ على بيته وأسرته، وتحصينها من الانحرافات الفكرية أو الثقافية التي قد تؤدي إلى التفكك الأسري. وأن تكون مسلماً لا يعني فقط الالتزام بالشعائر، بل يعني أيضاً أن تحافظ على أسرتك، وتؤمن بأن صلاح المجتمع يبدأ من داخل البيت، من خلال القيم، والمسؤولية، والحب، والرحمة، والتحصين الواعي من كل ما قد يهدد هذا البناء العظيم.