خاص الكوثر - حوارات شبابية
وقالت السيدة وفاء بهاني: في ظل التحديات الاجتماعية والثقافية المتزايدة، تبرز الحاجة الماسة إلى إعادة التركيز على القيم الأساسية التي تضمن بناء أسرة صحية وسليمة. تبدأ هذه القيم بالمحبة، التي تعتبر الأساس الحقيقي لكل علاقة ناجحة داخل الأسرة. فحين يُربّى الأبناء في بيئة قائمة على الحب، ويُعطى لهم من القلب دون انتظار مقابل، ينشؤون على مبادئ الدين، القيم، والمبادئ الأصيلة.
وأضافت السيدة بهاني ان المحبة ليست مجرد شعور، بل سلوك يومي يتجسد في التربية والتعامل والتواصل. ومن بين أهم هذه السلوكيات: العطاء غير المشروط، تعليم الأطفال الإنسانية، وزرع ثقافة التعاون المشترك داخل الأسرة. فالأسرة التي تتعاون وتتكامل تُخرّج جيلاً متوازناً قادراً على العطاء والإيجابية في مجتمعه.
إقرأ أيضاً:
وتابعت ضيفة البرنامج: ولا يمكن تجاهل دور التفاهم بين الوالدين، إذ إن الانسجام بين الأب والأم ينعكس مباشرة على الأطفال. فالطفل كائن يتأثر ويقلد، يتلقى من بيئته الأولى ويعيد إنتاج ما تعلمه في تفاعلاته مع الآخرين. فالدين الإسلامي يحافظ على حقوق المرأة بشكل واضح وأرسى مفاهيم المودة والرحمة كأساس للعلاقة بين الزوجين.
واختتمت السيدة بهاني قولها: وفي زمن باتت فيه مفاهيم مثل "العشق" و"الغرام" تُستبدل بها قيم "المودة" و"الرحمة"، من الضروري العودة إلى المعاني الأصيلة التي أوصى بها الله تعالى، والتي تمثل ضمانة حقيقية لاستقرار الأسرة. فحين نزرع الرحمة والمودة في قلوب أبنائنا، فإننا نؤسس لمجتمع صحي ينبض بالحب والتفاهم والسلام. وان الأسرة السليمة لا تُبنى بالمال أو بالمظاهر، بل تُبنى بالمحبة، بالعطاء، بالتفاهم، وبقيم الرحمة والمودة التي يجب أن تبقى حاضرة في كل بيت.