خاص الكوثر - قضية ساخنة
وقال الدكتور علي بييضون: المتابعون يؤكدون أن الاتفاق النووي الإيراني يرتبط بشكل مباشر بالولايات المتحدة، كونها القوة المهيمنة على السياسات الدولية، وصاحبة التأثير الأكبر على التحالفات، كما أنها تفرض الشروط وتستخدم أدوات مثل العقوبات المباشرة وغير المباشرة ضد الدول.
وأكد بيضيون أن الدول الأوروبية، فهي تُعتبر شريكة داعمة للسياسات الأمريكية ضمن تحالف غربي، ولكن ليس لها استقلالية فعلية تمكنها من فرض توجهاتها الخاصة. وهذا ما ظهر جلياً عندما لم تستطع هذه الدول الحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب إدارة ترامب منه بشكل أحادي، رغم أنه كان اتفاقاً دولياً ترعاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وإذا كانت هذه الدول تمتلك فعلياً نفوذاً مستقلاً، لكانت قد واصلت تطبيق الاتفاق مع إيران بمعزل عن الانسحاب الأمريكي، لكنها التزمت عملياً بالموقف الأمريكي، مما يؤكد أن دورها كان هامشياً أمام القرار الأمريكي الحاسم.
إقرأ أيضاً:
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: عودة المفاوضات حالياً تدور حول نفس البنود التي كانت مطروحة في المحادثات السابقة في فيينا، وبمشاركة نفس الأطراف الدولية. وقد أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حينها رضاً عن الاتفاق، إلا أن السياسة الأمريكية بقيادة ترامب أطاحت به بشكل مفاجئ، في خطوة وُصفت بأنها تفتقر إلى احترام الالتزامات الدولية.
وختم الدكتور بيضون قوله: ان التجربة أثبتت أن الطرف الوحيد القادر على فرض أو تعطيل الاتفاقات هو الولايات المتحدة، بينما تظل باقي الأطراف في موقع التبعية السياسية. وعليه، فإن أي اتفاق مستقبلي لن يُكتب له الاستقرار ما لم تضمن الولايات المتحدة استمراريته، وتحترم التزاماتها على المستوى الدولي.