خاص الكوثر - الوجه الآخر
في إطار الحديث عن مكانة العدل في المنظومة الإسلامية، أكد الشيخ محمد علي ميرزائي على أن العدل ليس مجرد قيمة مركزية في الإسلام، بل هو المعيار الأساسي الذي تقاس به جميع القيم والمفاهيم الأخرى. وأشاروا إلى أن كل شيء في الحياة يُقاس بالعدل، وأن الابتعاد عنه يقترب بالإنسان من تخوم الظلم، الذي يُعتبر مصدرًا للفساد والظلمات.
وتابع الشيخ ميرزائي على أن العدل ليس مجرد قيمة أخلاقية أو فقهية، بل هو أساس كل شيء في المنظومة الإسلامية وأن كل مكانة وكل شيء في الحياة يُقاس بالعدل، فبقدر ما يبتعد الإنسان عن العدل، يقترب من الظلم، الذي وصفوه بأنه "ظلمات" تسبب فسادًا في كل شيء.
كما أشار رئيس مركز المصطفى للدراسات الفكرية إلى أن الشرك بالله، الذي يُعتبر من أعظم الذنوب في الإسلام، هو أيضًا من أنواع الظلم، كما جاء في قصة لقمان الحكيم مع ابنه في القرآن الكريم. مؤكدا أن العدل هو المعيار الذي يجب أن تُقاس به جميع الأفكار والأعمال، سواء في العقيدة أو الفقه أو الأخلاق.
إقرأ أيضاً:
ماهي الفلسفة الأساسية للحكم | الوجه الآخر
إشكالية التوريث في النظم الملكية: بين العدالة والكفاءة | الوجه الآخر
وعن التصنيفات المعرفية الإسلامية، قال الشيخ ميرزائي تمت الإشارة إلى أن التصنيف التقليدي الذي يقسم المعرفة إلى عقيدة وفقه وأخلاق يمكن أن يتطور ليشمل تصنيفات أكثر فاعلية وجدية. ومع ذلك، فإن العدل يظل الأساس الذي تعتمد عليه الحكمة النظرية والعملية في الإسلام.
وأشار الدكتور ميرزائي إلى أن المفكرين الكبار، مثل الشهيد مطهري، قد أولوا أهمية كبيرة لموضوع العدل، حيث قدموا مؤلفات مستقلة حول العدل الإلهي. وأكدوا أن إهمال فكرة العدل أو إقصاءها عن الأسس الفكرية والعملية يؤدي إلى الفلتان الفكري والعملي، مما يُظهر قوة العدل في الحفاظ على التوازن والاستقرار.
واختمم الشيخ ميرزائي قوله ان العدل في الإسلام ليس مجرد قيمة أخلاقية، بل هو المعيار الأساسي الذي تقاس به جميع القيم والمفاهيم. إنه الضمانة ضد الظلم والفساد، وأساس الحكمة النظرية والعملية. ومن خلال التركيز على العدل، يمكن تحقيق التوازن والاستقرار في الفكر والعمل، مما يعكس مكانته المركزية في المنظومة الإسلامية.