فأجاب المسلمون: كلُّنا نريد التوبة يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "اغتسلوا، وصلّوا أربع ركعات واقرأوها في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وقُلْ هو الله أحد ثلاثَ مرّات، والمعوذتين مرّة، ثمَّ استغفروا سبعين مرّة، ثمّ اختموا بـ (لا حولَ ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم)، ثمّ قولوا: يا عزيز، يا غفّار، اغفر لي ذنوبي، وذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت".
ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد من أمتي فعل هذا إلاّ نُوديَ من السماء: يا عبد الله استأنف العمل، فإنّك مقبول التوبة، مغفور الذنب. وينادي ملَكٌ من تحت العرش، أيّها العبد بورك عليك، وعلى أهلك، وذريتّك.
وينادي منادٍ آخر: أيّها العبد! ترضي خصماءك يوم القيامة.
وينادي ملك آخر: أيّها العبد! تموت على الإيمان، ولا يُسلَبُ منك الدين، ويُفسح في قبرك، ويُنَوَّرُ فيه.
وينادي منادٍ آخر: أيّها العبد! يَرضَى أبواك، وإن كانا ساخطين، وغُفِرَ لأبويك ذلك، ولذريتّك، وأنت في سَعة من الرزق في الدنيا والآخرة.
وينادي جبرئيل عليه السلام: أنا الذي آتيك مع ملك الموت عليه السلام وآمره أن يرفق بك، ولا يخدِشَك أثرُ الموت إنّما تخرج الروح من جسدك سَلًّا.
قال المسملون: يا رسول الله! لو أنّ عبداً يقول في غير هذا الشهر؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: مثل ما وصفت، وإنّما علّمني جبرائيل عليه السلام هذه الكلمات إيّام أُسْرِيَ بي.
فلتكن هذه الصلاة الفاصل بين قلب يتقلّب من قلق انتسابه بسبب ماضىٍ أسود وقلبٍ مطمئن بذكر الله التوّاب.
المصدر: شبكة المعارف الاسلامية