شاركوا هذا الخبر

الصوفية و السلفية و عاشوراء...خلاف يتجدد كل سنة

ويحرص الصوفيون على التواجد قبل أيام من الذكرى في ساحة المسجد وزيارة ضريح الحسين، مع ترديد أذكار خاصة وأشعار في محبة الحسين في حلقات ذكر داخل المسجد، وهو ما يرفضه أتباع التيار السلفي ككل، ويعتبرونه بدعًا لا تتسق مع منهجهم...

الصوفية و السلفية و عاشوراء...خلاف يتجدد كل سنة

مع كل مناسبة يحتفل فيها الصوفيون في مصر بذكرى تخص آل البيت، تتجدد دعوات سلفية بهدم الأضرحة، ومؤخرا ردد الدعاة السلفيون هذه الدعوات بمناسبة احتفال الصوفيين بذكرى عاشوراء داخل مسجد الإمام الحسين.

ويحرص الصوفيون على التواجد قبل أيام من الذكرى في ساحة المسجد وزيارة ضريح الحسين، مع ترديد أذكار خاصة وأشعار في محبة الحسين في حلقات ذكر داخل المسجد، وهو ما يرفضه أتباع التيار السلفي ككل، ويعتبرونه بدعًا لا تتسق مع منهجهم.

وتتعدد أسباب اعتراض السلفيين على المنهج الصوفي، ويصل الاعتراض إلى درجة الكراهية الشديدة في كثير من الأحيان، لعدة أسباب ذات علاقة بنزعة الصوفيين الخيالية، وحرصهم على عدم التمييز بين الأديان، وتقاربهم مع الشيعة في بعض الأمور كحب آل البيت، وكذلك تعاطيهم مع الغناء والرقص كما يحدث في حلقات الذكر داخل المساجد التي بها أضرحة، وتكريمهم للمرأة، بخلاف السلفيين الذين يقيدون الخيال ويضعون للوعي حدودا صارمة، ولا يرون ضرورة للمرأة خارج فراش الزوجية، واعتقادهم بأن الأديان الأخرى ناقصة، بجانب مسألة الخلافة التي يختلف عليها التيار السلفي والصوفية.

كما يتهم السلفيون الصوفية بممارسة الشرك الخفي، وأنهم يتبرّكون بالأضرحة ويلجئون للأولياء الصالحين لقضاء حاجاتهم ويصل بهم الأمر إلى تقديم الولي على النبي والإيمان بالحقيقة على حساب الشريعة وعدم الالتزام بالفرائض المعلومة من الدين بالضرورة، وقضايا أخرى تحمل خلافًا حول إثبات صفات الله وأمور تتعلق بالعقيدة، وتسعى الأطراف المتنازعة لاستقطاب أكبر عدد من الأتباع ويرى كل طرف منهما أن لديه القدرة على ذلك عبر الإعلام والمنابر الدعوية.

وعلى جانب آخر ينتقد الصوفيون أتباع التيار السلفي، بأن إطلاقهم اللحى وتقصير الثوب للرجال ولبس النقاب للسيدات، هو من باب التركيز على الشكل والمظهر دون الجوهر، وأن السلفية ماهي إلا شكل بلا روح، وعبارة عن مجموعة من المتشددين والمتعصبين، وتتعامل مع الإسلام بطريقة لا تبنى على الحب، بقدر ما تقوم على المنفعة، ولديهم شعور زائف بالاصطفاء.

وأنتج هذا الصراع القائم على تلك الاختلافات الفقهية والفكرية، حالة من الخصومة والتعصب الشديدين بين الطرفين وصلت في أحيان إلى حد تكفير بعض الأصوات داخل التيار السلفي للصوفيين، فيصدر بعض الرموز السلفية فتاوى ظلامية تحرم الصلاة في المساجد التي تحوي داخلها أضرحة أومن يطلق عليهم "أولياء الله الصالحين وآل البيت"، كما تدعو لهدم الأضرحة سواء الموجودة داخل المساجد أو المتواجد وسط الكتلة السكانية دون مصلى.

وفي هذا السياق، جرت العديد من الوقائع، آخرها دعوة الداعية السلفي سامح عبدالحميد لهدم ضريح الحسين وغيره من الأضرحة، مع اعلانه عن تواجد سلفي داخل المناسبات التي تجريها الطرق الصوفية لرصد وتوثيق طقوسهم لنشرها على الملأ، بالإضافة الى ما جرى فى مسجد الأربعين بمنطقة المعتمدية بالجيزة، حيث دخل عدد من اتباع التيار السلفي، وأعلنوا سيطرتهم عليه، وأقدموا على هدم ضريح بالمسجد، واتخذوا من الدور الأول للمسجد، حيث الضريح، مقرًا للجنة زكاة، ما دفع الصوفيين إلى التهديد بالاعتصام داخل المسجد.

وأشار الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، منذ مدة إلى سيطرة السلفيين على مسجد "كريم الدين الخلوتى" التابع للطريقة الخلوتية الصوفية، ومسجد "أحمد بن إدريس الإدريسي" التابع للطريقة الإدريسية الصوفية، حيث تسعى الجماعة السلفية لفرض سطوتها على الساحة من خلال أتباعها وأنصارها، على حد قوله.

المصدر:البوابة نيوز بتصرف

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة