في ليلة الغفران ...ما الذي يمنع التوبة ؟

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 11:05 بتوقيت مكة
في ليلة الغفران ...ما الذي يمنع التوبة ؟

وهذا يعني أنّه لو قام الإنسان بكلّ أعمال البر ولم يتخلّص من تلك السيّئة، فكأنّه لم يفعل شيئًا؛ وأنّه إذا ارتكب ذنوب الثقلين وأتى بتلك الحسنة، فإنّ الله تعالى سيغفر له ويرحمه...

السيد عباس نورالدين

قد تعجب إذا سمعت أنّ هناك سيّئة واحدة تكفي لدخول الإنسان إلى جهنّم وبئس المصير، وأنّ هناك حسنة واحدة كافية لبلوغ الجنّة والرضوان. وهذا يعني أنّه لو قام الإنسان بكلّ أعمال البر ولم يتخلّص من تلك السيّئة، فكأنّه لم يفعل شيئًا؛ وأنّه إذا ارتكب ذنوب الثقلين وأتى بتلك الحسنة، فإنّ الله تعالى سيغفر له ويرحمه!
يبدو هذا الطّرح مخالفًا لكثير ممّا سمعناه حول الآثار الدقيقة للأعمال التي تجري وفق قاعدة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه‏ * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه‏}(1) وقد يتصوّر البعض أنّ مثل هذه القضيّة معارضة للعدل الإلهيّ! فهل يُعقل أن يغفل الله تعالى كلّ الأعمال الصالحة العظيمة بسبب خطيئة واحدة؟ أو أن يقدّم على هذا الشخص من لم يأتِ سوى بحسنةٍ واحدة؟!
أوّل فكرة يجب تصحيحها هنا هي قضيّة العدل هذه. فلو كنّا ملتفتين إلى أساس الحساب ومحوره لما تسرّعنا بطرح قضيّة العدل؛ لأنّ الحساب كلّه يوم القيامة يكون على أساس مخالفة الله تعالى وموافقة إرادته، وليس على أساس المقارنة بين الخلق وبين الأعمال.
والفكرة الثانية التي نحتاج إلى معرفتها جيّدًا ـ وهي التي تُعدّ أساس الحديث هنا ـ هي أنّ لله تعالى إرادة واحدة تتجلّى بـ "الأمر الواحدة"، كما في قوله تعالى: {وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ}(2)وسرّ ذلك لا يخفى على من عرف الله حقّ المعرفة، وأدرك أنّه لا معنى ولا حاجة لتعدّد الإرادات بالنسبة لله تعالى، وأنّ التكثّر الذي نلحظه في إرادة الله في عالمنا، إنّما هو من حيثيّة نظرنا نحن، ويرتبط بطبيعة وجودنا وحركتنا من النقص إلى الكمال. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
فلا يُعقل أن يكون لمن له هذه القدرة المطلقة والحكمة البالغة عدّة إرادات، وكأنّه مخلوقٌ يسعى لبلوغ غايته بالتدريج، فينشئ إرادة أولى لخلق أو فعل شيء، ثمّ ينشئ إرادة ثانية لتحقيق مُراد آخر، وهكذا.. فما يريده الله تعالى مجتمعٌ كلّه في علمه، ولا يحتاج معه إلى تصوّره وبنائه بالتدريج. وكلّ تدريج وسير وتحوّل إنّما يكون بالنسبة لنا، نحن الذين نسير ونتحوّل في هذا العالم الواحد الذي تحقّق عند الله سبحانه.
إنّ ما أراده الله تعالى قد تحقّق كلمح بالبصر، ولا يوجد عند الله مسار يتدرّج فيه ويقطعه ليصل إلى غايته من الخلق والإيجاد. فنحن الذين نمشي في هذا العالم، كالنمل الذي يسير على سجّادة كبيرة، فيتعرّف كل حين إلى أمرٍ جديد، ويكون لسيره مستقبل وماضٍ وحاضر.
وقد تجلّت إرادة الله تعالى في عالم الوجود بأن يكون له خلفاء في أرضه، يكون لهم مقام ظهور إرادته الواحدة. فهم يعملون بأمره ومتوافقون مع إرادته بحيث لا يمكن أن نجد فيهم ما يخالف هذه الإرادة التكوينيّة الواحدة. أو فقل: إنّ إرادة الله الواحدة قد تجلّت في شخصيّة هؤلاء وسيرتهم وفعلهم وموقعيّتهم، حتّى صارت مخالفتهم هي مخالفة لإرادة الله، وطاعتهم هي طاعة له: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله}(3)
والأمر الآخر الذي ينبغي الالتفات إليه هو أنّ إرادة الله الواحدة هذه قد ظهرت وتجلّت في إرادتين؛ الأولى: خلق الجنّة، والثانية خلق النار. وهما معًا يحقّقان ويُظهران الإرادة الواحدة التي تجلّت في عالم الوجود بكلّ أركانه (والذي هو متحقّق عند الله حتمًا).
فكما أنّه لا يمكن مخالفة إرادة الله في خلق العالم، لا يمكن مخالفة الله في خلق الجنّة والنار، ومن المستحيل أن نقنع الله تعالى ـ إن صحّ هذا التعبير ـ بالعدول عن خلقهما.
ولأنّ الجنّة بأهلها وناسها، ولأنّ النار كذلك، فلا بدّ من وجود خلق للجنّة، بهم تعمر، وبها يخلدون. وهكذا الأمر بالنسبة لجهنّم، فلا بدّ من أُناس يشعلونها، وتشتعل بهم، وتحرق غيرهم أيضًا. كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْس}(4).
فالحسنة الكبرى أو الحسنة الواحدة هي: التوافق مع إرادة الله الواحدة التي تجلّت في عمل أوليائه وسيرتهم ودورهم. والسيّئة الكبرى أو الواحدة، التي لا ينفع معها حسنة، هي مخالفة أوليائه فيما لهم. والأمر هنا ليس منحصرًا في عالم التشريع والاعتبار.
فالموافقة أمرٌ وجوديّ، يظهر في حركتنا المتوافقة مع عمل الأولياء. وإذا كانت حركتنا نمط عيشٍ ومسيرة حياة، فهي الحسنة التي لا تضرّ معها سيّئة، لأنّنا جعلنا وجودنا وماهيّتنا متوافقة مع إرادة الله الواحدة. أمّا إذا كان مسار حياتنا مخالفًا لحركة الوليّ ودوره، فهذه هي السيّئة التي لا تنفع معها حسنة؛ وكيف ينفع ما خالف إرادة الله الواحدة (المراد الوحيد لله تعالى).
إنّ أجمل تشبيه وتقريب لهذه القضيّة هو ما ذكره الإمام الصادق(ع) حيث قال: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ بَارَّةً تَقِيَّةً؛ وَلَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً."(5)
وهذا الأمر لا ينحصر بالرابطة العاطفيّة والعُلقة القلبية؛ فمن الممكن أن تكون القلوب مع الوليّ وسيوفها عليه، كما حدث مع أهل الكوفة تجاه الحسين سبط النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله). ورُبّ عاشقٍ لأولياء الله قد يكون مسار حياته مخالفًا لدورهم وإرادتهم الواحدة (وهو ما نعبّر عنه بمشروعهم الكبير الأساسيّ الوحيد)، فلا ينفعه هذا العشق هنا أبدًا، إلّا إذا بدّل مسار حياته. أجل، من الصعب أن لا يؤدّي العشق مثل هذا الدور الإصلاحيّ الكبير.. إلّا أنّ هذا التفكيك ضروريّ لفهم القضيّة؛ وفرض المحال ليس بمُحال. فما لم تتجلَّ العُلقة العاطفيّة بالوليّ في صورة العمل والحركة العامّة الكليّة الموافقة له، فلا ينفعنا ذلك أبدًا، ونكون بذلك قد خسرنا كلّ شيء.
ولا يقدر على إدراك مثل هذه القضيّة إلّا من أحكم معرفة معنى الإرادة الإلهيّة، وهي الكلمات التي تمّت صدقًا وعدلا، ولا مبدّل لها.
وقد أشارت الروايات الشريفة إلى هذه القضية تحت عنوان الولاية، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي حمزة الثمالي قال: "قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام: "أَيُّ الْبِقَاعِ‏ أَفْضَلُ؟‏ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ،‏ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عامًا، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ بِغَيْرِ وَلَايَتِنَا، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ شَيْئًا."(6)
وفي رواية أخرى، عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال: "أَمَا لَوْ أَنَ‏ رَجُلًا قَامَ‏ لَيْلَهُ‏، وَصَامَ نَهَارَهُ، وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ، وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْ وَلَايَةَ وَلِيِّ اللَّهِ فَيُوَالِيَهُ، فَتَكُونَ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْه،ِ مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَان."(7)
إنّ ولاية أولياء الله ليست سوى ظهور لولاية الله في عالم الطبيعة. وولاية الله هي تدبيره لعالم الوجود وفق إرادته ومشيئته بما يحقّق الغاية منه. وكل من يعمل خلاف هذه الولاية، وتكون حصيلة أعماله مخالفة لها فهو الذي جاء بالسيئة: {وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُون}(8).
فنحن هنا أمام حصيلة يجب الاعتناء والاهتمام بها أشدّ ما يمكن، لأنّ الأمور تُقاس بحسب الحصيلة النهائيّة.. ولو فرضنا أنّنا قمنا بالكثير من الأعمال الموافقة لما يريده الوليّ طوال حياتنا، لكنّنا خرجنا بحصيلة تُخالف إرادته الواحدة، فهذا يعني أنّنا قد جئنا بتلك السيّئة الواحدة. وبالعكس، إذا قمنا ـ لا سمح الله ـ بالكثير من الأعمال المخالفة لإرادته ودوره، لكنّنا خرجنا بحصيلة موافقة لما يريد، نكون قد جئنا بتلك الحسنة الواحدة.
فافرض أنّك تعمل لدى مهندسٍ في بناءٍ كبير. وافرض أنّك ترتكب الكثير من الأخطاء أثناء عملك، فتوقع الأغراض والمعدّات، وتتلف بعض الحاجيات وتركّب العديد من الأجزاء بطريقة خاطئة، لكنّك في النهاية كنت ممّن ساعد هذا المهندس على إتمام عمله كما اقتضت هندسة البناء (ربما قام غيرك بإصلاح أخطائك تلك)؛ أي أنّ عملك كان في المحصّلة النهائيّة مساهمًا في البناء، ولم يكن كلّه تخريبيًّا؛ فهذا يعني أنّك تستحق الثواب المطلوب. أمّا إذا كنت ممّن يعطّل على هذا المهندس عمله أو أعمال من يساعده، رغم أنّك دقيق في وضع الأشياء وأنت ماهر في حملها ونقلها جيّدًا، لكن ما الفائدة إذا كنت تنقلها إلى مبنًى آخر لا علاقة له بالبناء الذي يعمل عليه المهندس المكلّف من قبل صاحب المشروع؟!
لقد خرجتَ هنا بحصيلة سوداء، ولا ينفعك معها كل أعمالك المرتّبة والجميلة!
هل وجدت في هذا المثال ما يناقض العقل السليم أو الفطرة النقيّة؟
قد تقول: وأين النوايا في هذا الأمر؟ والجواب هو أنّ صلاح النيّة العامّة (النية التي ترسم مسار حياتك، أي نيّتك في النتيجة النهائيّة) لا يمكن أن يجعلك في موضع مخالف لعمل المهندس؛ لأنّ صلاح النيّة الكلّيّة يدلّ على ـ أو يتجلّى في ـ اكتشافك للمهندس ومشروعه. ولهذا نكاد نقطع أنّ من لم يوفّقه الله لهذه المعرفة، فهو سيّئ النيّة في باطنه، وإن كان يريد الكثير من الأشياء الجميلة في حياته.
فطهارة الباطن وصفاء السرّ وصلاحه يتجلّى في معرفة الله والرغبة في الذوبان في إرادته والشوق الأكيد لتحقيق ما يريده. ولأجل ذلك سيكون ثواب مثل هذا الطاهر أن يهديه الله إلى معرفة من هو تجلٍّ ومظهرٍ تامّ لإرادته في هذا العالم. وفي الحديث القدسي الشريف: "فَمَنْ عَمِلَ بِرِضَايَ أُلْزِمُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ أُعَرِّفُهُ شُكْراً لَا يُخَالِطُهُ الْجَهْلُ وَذِكْراً لَا يُخَالِطُهُ النِّسْيَانُ وَمَحَبَّةً لَا يُؤْثِرُ عَلَى مَحَبَّتِي مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا أَحَبَّنِي أَحْبَبْتُهُ؛ وَأَفْتَحُ عَيْنَ قَلْبِهِ إِلَى جَلَالِي وَلَا أُخْفِي عَلَيْهِ خَاصَّةَ خَلْقِي.(9)
فهل هناك من شرٍّ أشدّ على الإنسان من أن يأتي إلى هذا العالم ولا يعرف ما الذي يريده الله منه؟! وهل هناك من خيرٍ أعلى وأفضل من أن يدرك الإنسان إرادة الله فيه؟!
لقد اقتضت حكمة الله أن يكون وليّ الله على رأس هذه العمليّة البنائيّة. فهو المهندس الرئيس الذي لا يمكن للمشروع أن ينجح دون قيادته له. إنّه العارف به، ولو كان هناك من يعرفه غيره لوجب اتّباعه أيضًا. وهو الأمين عليه لما امتاز به من صفات الكمال. ولو تأمّلنا قليلًا في التاريخ والحاضر، لما وجدنا أنّ المشكلة كانت في تحديد أولياء الله عند المسلمين. فقد كان أولياء الله معروفين بعلمهم وفضائلهم ومشهورين، وإن استتروا أو غُلبوا على أمرهم. ولهذا وجدنا المشكلة دومًا في رغبة الناس باتّباع الأمراء والسلاطين لِما وجدوا عندهم من حظوظ دنيويّة ومتاع زائل. ولكي يبرّروا هذا الاتّباع أضفوا على حياتهم صبغة العبادة والتقوى، وربما أكثروا من الصلاة والصيام، وزايدوا على أئمّة الهدى في قضية الدفاع عن حرمات الله وعن دينه وعن شعائره، لإخفاء جريمتهم الكبرى والتكتّم على تلك السيّئة الواحدة. لكن كانوا أنفسهم يخدعون.
إنّ لهذا المهندس العظيم في كلّ زمانٍ ومكانٍ أولياء وأتباع، يضعهم مواضعهم. وبهذا الوضع والتعيين يتم له مقدّمات المشروع لتنطلق عمليّة البناء. وحين ندفع أي واحد من هؤلاء الأتباع الكفوئين عن موضعه، الذي أراده هذا الإمام له، فهذا يعني أنّنا نخالفه بالمشروع كلّه، ونمنع من قيامه وانطلاقه.. فلكي ينطلق مشروع البناء وتتحقّق الإرادة الواحدة، لا بدّ أن يتم الفريق العامل وأن يكون كلّ واحدٍ في موضعه.
فإذا تنطّح أحدنا واحتلّ موضعًا ليس له (مهما كان حقيرًا بنظره)، فقد منع اكتمال الهيكليّة اللازمة لانطلاقة المشروع الإلهيّ؛ فيكون ممّن عطّل عمل المهندس بالكامل، وهذه هي السيّئة الكبرى التي لا تنفع معها حسنة، حتى لو قمنا بالكثير من الأعمال الجميلة التي تتناسب مع المشروع!
لقد كانت مسيرة الأنبياء والأولياء منذ آدم وإلى يومنا هذا سعيًا نحو تأمين كل مستلزمات المشروع الإلهيّ الواحد. ولم يتم العمل ولم يكتمل لحدّ اليوم. فكل من شارك الأنبياء أو ساهم في هذا السعي فهو صاحب الحسنة، وكل من عثّر سعيهم فهو صاحب تلك السيّئة والخطيئة الكبرى. ولأنّ الله غالبٌ على أمره، فلا بدّ أن يأتي هذا اليوم الذي يكتمل فيه عدد المطلوبين لهذا العمل ونوعيّتهم، ثمّ يتم وضعهم مواضعهم في هذا المشروع الكبير.
ربما شهد التاريخ مثل هذا العدد ومثل تلك النوعيّة اللازمة للنهوض بالمشروع، لكنّ وضع هؤلاء في مواضعهم ضمن الحركة الاجتماعية لم يتحقّق يومًا.
لقد شهد التاريخ وما زال تصدّي الكثيرين لمواضع ليست لهم، فمنعوا من وصول الأكفاء إليها. ولم يكن هناك من خطيئة أعظم من إيقاف المشروع الإلهيّ. فهل علمت لماذا كانت هذه السيّئة أكبر خطيئة.
{رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّار}(10).

الهوامش:

(1) سورة الزلزلة، الآيات 7-8.

(2) سورة القمر، الآية 50.

(3) سورة النساء، الآية 80.

(4) سورة الأعراف، الآية 179.

(5) بحار الأنوار، ج65، ص 142.

(6)الإمام الخميني، معراج السالكين.

(7)الإمام الخميني، معراج السالكين.

(8)سورة النمل، الآية 90.

(9) بحار الأنوار، ج74، ص 28.

(10) سورة البقرة، الآية 201.

المصدر: مركز باء للدراسات

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 10:42 بتوقيت مكة