هزيمة "داعش.. الشعوب عندما تريد الحياة

الأحد 26 نوفمبر 2017 - 11:43 بتوقيت مكة
هزيمة "داعش.. الشعوب عندما تريد الحياة

مقالات _ الكوثر: دفع العراقيون اثمانا باهظة من ارواحهم وامنهم واستقرارهم على مدى 13 عاما الماضية ، عندما واجهوا اكبر واخطر هجمة تكفيرية وحشية عرفها التاريخ المعاصر للعراق والمنطقة ، بتحريض ودعم من قوى اقليمية ودولية.

عشرات الالاف من السفاحين والمجرمين والمنحرفين والمتعصبين الجهلة ، تم شحنهم  الى العراق من مختلف بلدان العالم ، فوجدوا في فلول البعث الصدامي المجرم السادي حضنا دافئا  ، فتم التزاوج بين المسخين ، ، ببركة قوى اقليمية ودولية تضمر الشر للعراقيين وشعوب المنطقة ، فولدا كائنا مشوها اكثر قبحا من والديه ، وهذا المولد القذر لم يكن سوى “داعش”.

نفس العملية تم تنفيذها في سوريا ولكن بطريقة اكثر علانية ووضوحا من العراق ، فاصحاب السوابق والمجرمي والقتلة ، تم شحنهم الى العراق بعيدا عن الاضواء ، الا الامر في سوريا لم يكن بتلك السرية التي كان عليها الامر في العراق ، وان كان هدف العمليتين واحد ، وهو حذف العراق وسوريا من الخارطة ، ومسح العراقيين والسوريين من الوجود.

السيناريو الذي شهده العراق تم تكراره في سوريا ، وكانت الجهات التي تقف وراء “داعش” ومخطط تفكيك المنطقة ، تخطط ايضا لنقل “داعش” الى لبنان بالتزامن مع سوريا ، وذات السيناريو كان ينتظر الجمهورية الاسلامية في ايران ايضا ، وتم العمل على اعداد الارضية لتنفيذ السيناريو على مدى سنوات.

لا نكشف سرا ان قلنا ان الاحباط واليأس قد تغلغلا في نفوس بعض الناس وهم يرون رأي العين كيف سيطرت “داعش” على نصف مساحة سوريا وعلى ثلث مساحة العراق وهددت لبنان وشردت الملايين من السوريين والعراقيين ، واقتربت كثيرا من تحقيق هدف “اسرائيل” وامريكا ، في محو العراق وسوريا من الخارطة والوجود بشكل كامل.

الالة الاعلامية الامريكية  و”الاسرائيلية” كانت تزيد من حالة اليأس لدى من استسلم للواقع ، عبر تكرار مقولة ان القضاء على “داعش” يحتاج الى سنوات طويلة ، وان “دولة داعش” لا يمكن القضاء عليها في المستقبل المنظور ، وعبر التاكيد على عدم قدرة الجيشين العراقي والسوري على مواجهة “داعش”.

مجموعة من العوامل الجوهرية زادت من منسوب الثقة لدى الشعبين العراقي والسوري وشعوب المنطقة بشكل عام في مواجهتم للهجمة الارهابية التكفيرية ، العامل الاول والاهم هو ارادة الشعوب نفسها التي لم تتمكن الهجمة التكفيرية رغم بشاعتها ان تنال منها او تضعفها ، وبقي العرقيون والسوريون محصنون امام الافكار التكفيرية والحرب النفسية التي شنتها الجهات التي تقف وراء هذه الهجمة التكفيرية.

العامل الثاني هو تماسك الجيوش في العراق وسوريا ولبنان ، رغم كل الضغوط والاغراءات ، التي تم الكشف عنها مؤخرا ، حيث كانت الملايين من الدولارات تنتظر كل ضابط في هذه الجيوش في حال اعلن انشقاقه او انضم الى ما يسمى ب”المعارضة”.
العامل الثالث الذي ساهم وبشكل لافت من تغيير ميزان المواجهة لصالح الشعوب ، كان الفتوى التاريخية التي اصدرها المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني، عندما دعا العراقيين الى حمل السلاح للدفاع عن مقدساتهم وعرضهم وارضهم ، وخرج الحشد الشعبي من رحم هذه الفتوى فكان وليدا مباركا تمكن في اعادة الامور الى نصابها.

العامل الرابع هو وقوف محور المقاومة المتمثل بالجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله والقوات الشعبية ، الى جانب العراق وسوريا ، الامر الذي ساهم في تعزيز معنويات العراقيين والسوريين ، فكانا رقما صعبا في معادلة المواجهة مع العدو التكفيري والجهات الداعمة له.

العامل الخامس هو دخول روسيا في المعركة بطلب من الحكومة السورية ، حيث ساهم الطيران الروسي في توفير غطاء جوي للمقاتلين السوريين وحلفائهم على الارض ، كما ساهم تدمير المعسكرات والمراكز الحساسة ل”داعش” في سوريا.

هذه العوامل مجتمعة ساهمت في هزيمة “داعش” ودفن المخطط الصهيوامريكي الرامي الى تقسيم المنطقة وتشتيت شعوبها  والى الابد ، فالانتصار العراقي والسوري المتزامن على “داعش” ، اكد ان معركة العراقيين والسوريين ضد “داعش” ومن يدعمها ، كانت  معركة واحدة منذ البداية ، رغم المحاولات المستميتة لامريكا لفصل الميدان العراقي عن الميدان السوري ، لغايات لم تكن خافية على العراقيين والسوريين ، منها اطالة عمر “داعش” ، ومحاولة استنزاف الجيشين العراقي والسوري ، الا ان العراقيين والسوريين ومعهم محور المقاومة ، اثبتوا ان بالامكان هزيمة العدو ، اذا ما توفرت ارادة قوية نابعة من الفهم الصحيح للشعوب ازاء ما يخطط لها ، فالشعوب اذا ما اختارت الحياة فليس امام القدر من خيار الا الاستجابة.

المصدر : شفقنا
104/101

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 26 نوفمبر 2017 - 11:43 بتوقيت مكة
المزيد