مهجة القدس

تعتبر مدينة القدس الشريفة من أهم المدن المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية. إلا أن مكانتها لدى المسلمين هي الأبرز، فهي حاضنة مسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ذلك المكان الطاهر الذي اختاره الله عز وجل ليكون مسرى رسوله الكريم محمد( صلوات الله عليه) لأجل رحلة الإسراء والمعراج. ويواجه المسلمون اليوم الصعوبات في الوصول اليه من أجل تأدية الصلاة في هذا المسجد المبارك.

علاوة على الأماكن المقدسة في القدس، فالمدينة رائعة بأسواقها القديمة، المعطرة برائحة الزعتر الطازج الممزوج بطعم العراقة والإصالة. لقد حظيت أسواق القدس القديمة بشهرة واسعة على مرّ العصور وخاصة تلك الأسواق المجاورة للمسجد الأقصى المبارك. ومسجد قبة الصخرة المشرفة لترابطها أسواق القدس هي الأخرى كما يرابط أهلها الصامدون على أرض بيت المقدس. كما توجد أسواق أخرى على مقربة من الأماكن المسيحية المقدسة لتشهد أيضا على حضارة وإصالة المدينة العريقة.

إن المسجد الأقصى هو إرث إسلامي ديني ربطه الله سبحانه وتعالى بكتابه المقدس من مكة إلى هذا المكان المقدس. فالرابط هو رابط إسلامي عربي تاريخي ديني إلهي، فيجب أن يكون هذا الرابط معزز عند كل العالم العربي الإسلامي وفي كل مكان. تتميز مدينة القدس بأنها أرض كنيسة القيامة التي تعتبر من أهم الرموز المسيحي والتي تقدسها كل الطوائف المسيحية دون استثناء. وبالنسبة للديانة اليهودية فالقدس أيضاً مدينة مقدسة إلا أن الرموز الدينية وأماكن العبادة اليهودية الموجودة في المدينة هي أقل بكثير من الأماكن المقدسة إسلامياً ومسيحياً.

لقد كان يطلق على المسجد الأقصى منذ نشأته إسم بيت المقدس، ولكن اسم مسجد الأقصى هو إسم رباني اختاره الله عز وجل لهذا المسجد المبارك وذلك حسب ما ورد في سورة الإسراء حين قال الله عزوجل: سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وهو يقصد بالمسجد الأقصى المسجد البعيد وذلك مقارنة بالمسجدين الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.