خاص الكوثر - قضية ساخنة
يرى الباحث والمتخصص في الشؤون الروسية الدكتور سمير أيوب أن الهجوم الأوكراني، إذا ثبت استهدافه لمقر الرئاسة أو القيادة العليا، يُعد عملاً إرهابياً موجهاً ضد أعلى هرم السلطة في روسيا، وليس مجرد عملية عسكرية تقليدية. ووفق هذا التوصيف، فإن الهدف الأساسي للعملية يتمثل في إحباط أي محاولات أو مبادرات لحل الصراع بوسائل سلمية، وإبقاء الحرب قائمة.
وأضاف: إن استمرار الحرب يخدم القيادة الأوكرانية الحالية، وعلى رأسها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي يستمد شرعيته السياسية من حالة الحرب المستمرة، إذ إن انتهاء النزاع قد يفتح الباب أمام استحقاقات داخلية تهدد بقاءه في السلطة. كما يشير الأستاذ أيوب إلى أن بعض الدول الأوروبية تشارك هذا القلق، خشية أن يؤدي توقف الحرب، من دون مظلة الدعم الأميركي، إلى انعكاسات سياسية وأمنية سلبية عليها.
إقرأ أيضاً:
من جهة أخرى، يعتبر المتخصص في الشؤون الروسية تصنيف موسكو للهجوم كـ«عمل إرهابي» تحولاً مفصلياً في طبيعة الصراع، إذ قد يعني انتقال العمليات العسكرية الروسية من إطار «إعادة السيطرة على الأراضي» إلى إطار «مكافحة الإرهاب». هذا التحول، وفق الرؤية المطروحة، قد يمنح روسيا مبرراً لاستهداف أي قيادة أو مسؤول أوكراني، بمن فيهم الرئيس الأوكراني نفسه، في أي زمان ومكان.
واختتم الدكتور سمير أيوب قوله: داخلياً، تتصاعد في روسيا، سواء داخل مجلس الدوما أو في الشارع الروسي، مطالبات برد حاسم وقاسٍ يمنع تكرار مثل هذه الهجمات، خصوصاً تلك التي تمس رمزية الدولة وهيبتها. ورغم ذلك، يبدو أن القيادة الروسية، وعلى رأسها الرئيس بوتين، تميل إلى رد مدروس ومنظم، عالي الدقة والتنسيق، يهدف إلى إيصال رسالة مزدوجة: أولاً إلى الداخل الروسي، وثانياً إلى الدول الداعمة لأوكرانيا، مفادها أن استهداف القيادة الروسية سيقابل برد استراتيجي محسوب، لا برد انفعالي.