خاص الكوثر_ثامن الحجج
وأوضح الشيخ علاء الشيخ أن كلمات الإمام الهادي (ع) ومواعظه كانت تنتشر بين الناس، وتفوح بعبيرها في الأجواء، كاشفةً زيف الطغاة والظالمين، ومُحرجةً لهم أمام الرأي العام، الأمر الذي دفعهم إلى التضييق عليه ومحاولة النيل من مقامه الرفيع.
وأشار إلى واحدة من أبرز الحوادث المؤلمة في حياة الإمام، حين أراد المتوكل أن يُظهر تسلّطه واستهانته بالإمام أمام الناس، فأمر الجميع بالحضور بملابس فاخرة، وأجبر الوزراء على الحضور مشيًا على الأقدام، وخصّ الإمام الهادي (ع) بأن يسير حافياً في ذلك المشهد المهين.
ونقل الشيخ علاء الشيخ رواية عن ابن الزرافة، أحد خدم المتوكل، الذي قال إنه رأى الإمام الهادي (ع) في تلك الحالة، فانكسر قلبه لما شاهده من ظلم، فتقدّم إلى الإمام وسأله عن هذا الموقف القاسي، ليجيبه الإمام بكل ثبات وعزة:«يا ابن الزرافة، لا تتصور أني أقل عند الله عز وجل عزاً ومقاماً وفضلاً من ناقة صالح».
وبيّن الشيخ أن ابن الزرافة نقل هذه الكلمات إلى أحد شيعة الإمام، الذي أدرك خطورة الأمر، فأمره الإمام بالاستعداد والهرب أو حفظ ماله، مؤكدًا أن المتوكل لن يبقى بعد ثلاثة أيام، مستشهداً بقول الله تعالى: «تمتعوا في داركم ثلاثة أيام».
اقرأ أيضا:
وأضاف أن الروايات التاريخية تذكر أن المنتصر دخل على المتوكل بعد ثلاثة أيام، فوجده يشرب الخمر، فقام بقتله شرّ قتلة، ليكون ذلك نهاية الطاغية الذي طالما آذى الإمام الهادي (ع).
كما تطرّق الشيخ علاء الشيخ إلى حادثة أخرى، عندما اقتحم القادة العسكريون بيت الإمام، فلم يجدوا فيه سوى بساط بسيط كان الإمام جالساً عليه يصلي، فأخذوه من تحته واقتادوه إلى المتوكل.
وهناك هدده المتوكل وطلب منه أن ينشده شعرًا، فأنشد الإمام قصيدته المشهورة التي تذكّر بزوال المُلك وفناء الجبابرة، ومطلعها:«باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم…».
وختم الشيخ علاء الشيخ حديثه بالتأكيد على أن سيرة الإمام الهادي (ع) تمثل نموذجًا خالدًا للصبر والثبات والكرامة في مواجهة الظلم، وأن كلماته ومواقفه لا تزال حاضرةً في وجدان الأمة، تذكّر بزوال الطغاة وبقاء الحق.