خاص الكوثر - أفلا يتدبرون
شدّد السيد الحسني على أن القرآن الكريم يدعو أولًا إلى تمييز نوع المشكلة داخل الأسرة: هل هي خلافات طبيعية تنشأ من تباين الثقافة والبيئة والتربية بين الزوجين، أم أنها مشكلات مصطنعة يفتعلها أحد الطرفين لغايات تؤدي إلى الانفكاك والطلاق.
وأوضح أنّ الخلافات الطبيعية قابلة للحل عبر الحوار، وإن تعذّر ذلك، فإن القرآن يطرح آلية إصلاح واضحة من خلال تعيين "حَكَم من أهله وحَكَم من أهلها" شريطة توفّر إرادة الإصلاح لدى الزوجين.
إقرأ أيضاً:
واضاف السيد الحسني أن المشكلات المصطنعة —بحسب المتحدث— فهي الأكثر خطورة، إذ يلجأ أحد الطرفين إلى خلق النزاعات وتشويه صورة الآخر بحثًا عن الفراق، ما يجعل مساعي الإصلاح شبه مستحيلة حتى بوجود الحَكَمَيْن. ووصف هذه الحالات بأنها "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي لحظة، مؤكدًا أن القرآن لا يلزم باستمرار حياة زوجية تتحول إلى "جحيم" بسبب طرف يفتعل الأزمات بشكل دائم.
وأشار الباحث الإسلامي إلى أن الطلاق شُرّع في هذه الحالات كخيار رحيم يرفع الضرر عن الطرف المتضرر، لكنه حمّل من يصطنع المشكلة مسؤولية كاملة أمام الله والمجتمع، معتبرًا أن الظلم في العلاقات الزوجية له تبعات دنيوية وأخروية، وأن عقاب الظالم "سريع وغير متأخر".
وختم السيد الحسني قوله بأن الاختلاف بين الزوجين أمر طبيعي لا يخلو منه أي بيت في العالم، لكنّ القرآن والروايات فرّقتا بوضوح بين الخلاف القابل للحل والخلاف المفتعل الذي يُراد منه الهدم، وهو ما يجب على الأسر والمصلحين إدراكه عند التعامل مع قضايا الطلاق.