خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال العميد علي ابي رعد: المطلوب أميركياً هو إنهاء حزب الله سياسياً وعسكرياً، وليس عسكرياً فقط، وقد صرّح بذلك المبعوث الأميركي توماس براك ، عندما قال إن علينا "قطع رأس الحيّة"، وسمّى إيران وحزب الله رأس الحيّة. هذا الطلب الأميركي ينسجم مع رغبة العدو الاسرائيلي في إقامة منطقة عازلة كاملة في الشمال، لتأمين المستوطنات في فلسطين المحتلة.
اقرأ ايضاً
لكن تنفيذ هذا الأمر صعب، رغم كل الضغوط الأميركية والإسرائيلية، سواء العسكرية منها — التي يمارسها الاحتلال يومياً منذ بدء وقف إطلاق النار، مع الإشارة إلى أن الالتزام به كان فقط من الجانب اللبناني — أو عبر التهديدات الأميركية المتنامية والمتنوعة.
واضاف : الأميركي يعلم تماماً أن عبارة "نزع سلاح المقاومة" — رغم أنها تُستخدم بين قوسين — مرفوضة كلياً في بيئة المقاومة، لأن المقاومة أعلنت سابقاً، وعلى لسان أول الداعين إلى جلسات حوار لوضع استراتيجية أمن قومي يتبعها دفاع وطني، وهو السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، أن هذا الموضوع داخلي لبناني.
واكمل: ومع ذلك، الأميركي يريد تنفيذ مخططه في المنطقة، وقد رأينا بداية هذا المخطط من خلال الحرب على سوريا، ثم الحرب على لبنان، وصولاً إلى الحرب على غزة.
وتسأل ضيف البرنامج : هل يمكن لحزب الله أن يتكيف مع هذه المرحلة؟
فقد أعلنها الشيخ نعيم قاسم بوضوح: المقاومة ليست بوارد النقاش في هذا الموضوع، فليبدأ الإسرائيلي أولاً بتنفيذ ما يتعلق به من القرار 1701 ووقف إطلاق النار، وبعد ذلك، يبقى الموضوع شأناً داخلياً، حتى فخامة رئيس الجمهورية أكد سابقاً أن ملف السلاح هو ملف لبناني داخلي، والمقاومة لن تتراجع عن هذا الموقف.
وتابع العميد علي ابي رعد: إسرائيل لم تحقق تقدماً حقيقياً، بل استخدمت خدعة عبر الأميركي، إذ امتنعت أولاً عن تنفيذ القرار، ثم احتلّت نقاطاً حاكمة وبقيت فيها مخالفةً القرار 1701 والتزامات وقف إطلاق النار، الاحتلال يريد الإبقاء على هذه النقاط لفرض منطقة عازلة خالية من البشر والحجر، وجعل المنطقة غير صالحة للسكن، بدعم أميركي، بهدف ليس فقط حماية مستوطنات الشمال، بل أيضاً فرض أمر واقع على الدولة اللبنانية، وإجبارها على القبول بمطلب نزع السلاح وفق الشروط الأميركية، بحيث تصبح الساحة خالية لإسرائيل، ويصبح القرار اللبناني رهناً للإدارة الأميركية.
واكمل: الأمر الآخر هو أن الأميركي بدأ تغيير استراتيجيته في العقوبات وتنويعها، كما أن كل الاستهدافات العسكرية التي تحصل سببها ما كرره نتنياهو مراراً عن وجود اتفاق بينه وبين الإدارة الأميركية يمنح الاحتلال "حرية العمل" في الأجواء اللبنانية، وللأسف، هذه الحكومة الحالية — التي نعرف جيداً كيف شُكّلت — لم تتخذ حتى الحد الأدنى من الإجراءات، فلو كانت حكومة طبيعية، لكانت تقدّم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي عند كل اعتداء، وهذا ما لم يحصل أبداً.