خاص الكوثر - ثالث الحجج
قال السيد هشام البطاط : الحديث عن السيدة الزهراء والإمام الحسين عليهما السلام حديث تعجز الكلمات عن الإحاطة به، فمكانتهما السامية لا تُدركها العقول، إذ تربّيا في بيتٍ طاهرٍ هو محور الوجود، كما جاء في الحديث القدسي: «ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضًا مدحية… إلا لأجل محبة هؤلاء»، والمقصود بهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
اقرأ ايضاً
واكمل السيد البطاط : أما العلاقة بين الإمام الحسين وأمه الزهراء عليها السلام، فهي علاقة نورانية تتجاوز حدود العلاقة بين الأم وولدها، علاقة مفعمة بالرحمة الإلهية والصفاء الروحي، ويُروى عن نبي الله موسى عليه السلام أنه رأى شابًا عاقًا بأمه، فسمعها تناديه رغم أذاه قائلة: “ولدي، إني أخشى أن تؤذيك الحجارة فيتألم قلبي”، فقال الله لموسى: «يا موسى، هذه الرحمة التي أودعتها في قلب الأم هي جزء من رحمتي الواسعة»، وهكذا كانت السيدة الزهراء عليها السلام مع ولدها الحسين، مثالًا للأم التي تجسّد أسمى معاني الرحمة والعطاء، وأقدس صور المحبة النابعة من نور الولاية الإلهية