خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال العميد شحادة: من الناحية العسكرية والتقنية، يتميز هذا الصاروخ بقدرته على التحليق غير المحدود، إذ أعلنت روسيا أن التجربة التي أجرتها أظهرت أن الصاروخ حلق لمدة 15 ساعة وقطع خلالها أكثر من 14 ألف كيلومتر، وهذا ليس المدى الأقصى له، يمكن القول إن هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى أي بقعة في العالم دون إمكانية التصدي له، لأنه يحلق على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين 50 و100 متر، ويعمل بالطاقة النووية ويحمل رأسًا نوويًا، وهو ما يجعله فريدًا من نوعه، حيث تعتبر روسيا الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا النوع من الصواريخ.
اقرأ ايضاً
واكمل: أما الرسالة من وراء هذا الصاروخ، فهي ليست الأولى من نوعها التي يوجهها الرئيس فلاديمير بوتين للعالم، الرسالة الأولى كانت عندما أقلعت الطائرة الاستراتيجية القادرة على حمل أسلحة نووية، والثانية كانت خلال المناورة العسكرية مع بيلاروسيا التي تضمنت تدريبًا على استخدام الأسلحة النووية، وهذه الرسالة الثالثة تأتي عبر هذا الصاروخ.
وتابع : بوتين يريد أن يقول للعالم، سواء للصديق أو العدو، إن روسيا لن تتردد في استخدام السلاح النووي إذا اضطرت لذلك، ولن تصمت أمام أي هجوم يستهدفها سواء من الناتو أو من الولايات المتحدة، أي أنها رسائل ردعية وتحذيرية موجهة إلى الجميع.
وأضاف أن هناك بالفعل تهديدات في الدول المحيطة بغرب روسيا، حيث قام الناتو بمناورات مقابل المناورات الروسية، إلى جانب تصاعد حرب المسيرات والشائعات حول دخول روسيا أجواء الدول المجاورة، ما يشير إلى حالة من التوتر الشديد واستعداد متبادل، وإن لم تحن ساعة المواجهة بعد.
وختم العميد منير شحادة: الرسالة الاخرى موجهة إلى الحلفاء مثل الصين، وإيران، والهند، وباكستان، ليقول لهم بوتين إنه رغم العقوبات المفروضة على روسيا والحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، إلا أنه لا يزال يمتلك قدرات قوية تؤهله لأن يكون حليفًا استراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه.